لا يختلف اثنان على أن قطاع البترول هو واحد من أهم ركائز بناء عملية التنمية فى مصر، ليس اليوم فقط، بل منذ عشرات السنين، إذ أنه بدون البترول بمشتقاته المختلفة لا يمكن إنجاز أى شيء. وتشير كل التوقعات المبنية على دراسات رصينة وجادة إلى أن قطاع البترول والغاز المصرى مقبل على مرحلة ازدهار غير مسبوقة نظرا إلى حجم الاهتمام الذى توليه الدولة لهذا القطاع الإستراتيجي. وربما يلاحظ البعض أننا، فى الصحافة وفى الإعلام، لا نولى قطاع البترول والغاز الاهتمام اللائق بهما، وذلك فى غمرة انشغالنا بقطاعات أخري، نعتقد أنها الأهم، وما هى بالأهم.
على كل حال، فإن تصريحات المهندس طارق الملا وزير البترول أمس سوف تضع نقاطا عديدة على الحروف، وتبين لنا أن المستقبل أكثر ازدهارا مما نعتقد، ليس فى البترول والغاز وحدهما، وإنما فى مجمل أنشطة الاقتصاد المصري، وعلى سبيل المثال أوضح الوزير أن الفترة المقبلة سوف تشهد تنفيذ برامج مكثفة فى عمليات الاستكشاف والبحث فى العديد من المناطق، وعلى رأسها الصحراء الغربية. أيضا أشار الوزير الملا إلى أن معالجة البيانات المتعلقة باستكشاف البترول تتم من خلال برنامج المسح الثلاثى الأبعاد (الذى يسمونه المسح السيزمي). وقد تم تطبيق هذا النوع من المعالجة فى منطقتى شوشان وتلال خالدة.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن عمليات الاستكشاف والتنقيب سوف تتبعها قريبا عملية ضخمة لإنشاء خطوط أنابيب جديدة فى كثير من المناطق، مثل أم بركة، ومينيس، وآتون، وغيرها، وذلك بما يصل إلى أطوال 42 كيلو مترا لهذه الأنابيب. وبطبيعة الحال فإنه بفضل هذه الجهود، ونتيجة لهذا الاهتمام، فإن الشركاء الأجانب يزداد اقتناعهم بأهمية العمل مع الجانب المصري، نظرا إلى جدية المصريين واحترامهم لتعاقداتهم، وأيضا نظرا إلى الفرص الواعدة للكسب لهذه الشركات العالمية الضخمة.
وبناء على ذلك، فإن نجاحات قطاع البترول والغاز تمثل بالتأكيد نقلة نوعية هائلة على طريق التنمية بما يجعل عملية التنمية مثل السيمفونية المتكاملة الأنغام لتحقيق الأمل المنشود لجعل هذا الوطن من أفضل الأوطان لمواطنيه.
لمزيد من مقالات رأى الأهرام رابط دائم: