رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بعد تخفيف إجراءات الإغلاق:
الأمهات البريطانيات يرفعن شعار «لا للعودة إلى العمل»

شيماء مأمون

«قيل لنا للتو إنه يجب علينا العودة لمكتب العمل دون نقاش»، كانت هذه كلمات إيما وودبير (38عاما) أم لطفلين، والتى كانت تقوم قبل تفشى الوباء كل صباح، باصطحاب طفليها الصغيرين من وإلى المدرسة، فضلا عن ذلك كانت تعمل على رعايتهما قبل وبعد العمل، إلى جانب مهام أعمالها المنزلية . لذلك لم يكن أمامها خيار سوى الاستقالة بعد أن رفض صاحب العمل السماح لها بالعمل عن بُعد .

فى بداية الوباء، أبلغ صاحب العمل وودبيرن، بإمكانية العمل من المنزل، الأمر الذى جعلها تستطيع مراعاة أسرتها بجانب قيامها بالعمل الموكل إليها. لكن عندما أخبرتها الشركة الشهر الماضى، أنه من المتوقع أن تعود إلى المكتب اعتبارا من هذا الشهر، رأت أن التضحيات التى يتطلبها العمل من المكتب لا تستحق العناء، وقررت بدلا من ذلك البحث عن عمل جديد يتسم بالمرونة اللازمة لمساعدتها فى القيام بمهامها الأسرية.

وفى الحقيقة لم تكن وودبيرن وحدها التى تواجه أزمة العودة إلى العمل، فلم يكن أمام كيلى ساكستون، التى تعيش فى جنوب شرق لندن، خيار سوى الاستقالة بعد أن رفضت الشركة السماح لها بالعمل من المنزل، على الرغم من كونها حاملًا بطفلها الثانى، وتقول ساكستون «انتهى بى الأمر بالاستقالة، وكان ذلك سخيفًا بعض الشىء لأننى عملت مع الشركة لمدة 11 عاما. لكن من الواضح أننى لم أكن مستعدة للمخاطرة مع كوفيد والحمل، وليس عدلا أن تصر أماكن العمل على عودة النساء إلى العمل فى ظل هذه الظروف.

فى الوقت نفسه، شهدت المؤسسات «الخيرية العائلية» ارتفاعا حادا فى الشكاوى المقدمة حول ضرورة تطبيق نظام العمل المرن، خاصة وأن بعض أصحاب العمل الذين يجربون النماذج الهجينة، يصرون على عودة الموظفين لعدد معين من الأيام فى الأسبوع، بينما يرفض آخرون طلبات العمل من المنزل. لذا تحذر هذه المؤسسات الخيرية من أن أعدادا متزايدة من الأمهات والحوامل، يتم إجبارهن على القيام بذلك ضد إرادتهن.وقد صرحت جين فان زيل، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة «عائلات العمل الخيرية» بوجود أعداد متزايدة من المكالمات إلى خط المشورة الخاص بها، ومعظمها من النساء اللواتى لا ترغبن أو لا تستطعن العودة إلى العمل، بالشكل الذى يطلبه صاحب العمل.

ووفقا لتصريحات الكلية الملكية لأطباء النساء والتوليد، التى ذكرتها صحيفة «الجارديان» البريطانية، فإن النساء الحوامل أكثر عرضة من البالغين الأصحاء للإصابة بـكوفيد-19، علاوة على ذلك، فإنه إذا لم تكن ظروفهن الصحية على ما يرام، فيمكن أن يصبن بمضاعفات الحمل، مثل الولادة المبكرة أو فقدان الجنين. لذلك قدمت العديد من الإرشادات اللازمة، والتى جاء على رأسها، ضرورة تحمل أرباب العمل مسئولية حماية صحة المرأة الحامل، وسلامتها أثناء العمل وإجراء تقييمات للمخاطر، من خلال القيام بتغيير ظروف عمل المرأة، إما عن طريق توفير عمل بديل أو تعليق العمل بأجر كامل. علاوة على ذلك، دعت روس براج، مديرة إحدى الجمعيات الأهلية الحكومة، لاتخاذ إجراءات سريعة لإصلاح وتعزيز الصحة والسلامة فى مكان العمل. وتقول براج إن النساء الحوامل لا يتلقين سوى القليل من المساعدة الحكومية، ويُتركن بشكل عام للاختيار بين ظروف العمل غير الآمنة، أو أخذ إجازة مرضية، أو أخذ إجازة أمومة مبكرة أو الاستقالة.

الجدير بالذكر أنه على الرغم من قيام العديد من الشركات البريطانية بالسماح بنظام العمل المرن أو العمل عن بعد، فلايزال هناك العديد من الشركات التى لا تتبنى هذه السياسات الجديدة. فقد أشار استطلاع أجرته غرفة التجارة البريطانية لـ 900 شركة فى أبريل الماضى، إلى أنه على الرغم من توقع قيام ثلاث من كل أربع شركات، بالاستمرار فى عمل بعض الموظفين من المنزل، إلا أن 38٪ فقط عرضت ساعات عمل مرنة أو متداخلة، و32٪ فقط عرضت العمل من مواقع مختلفة، بينما 15٪ قاموا بعرض جميع الوظائف التى تتطلب المرونة اللازمة.

ومن جهتها، تعكف الحكومة البريطانية حاليا على تقديم قانون جديد للتوظيف فى الدورة البرلمانية القادمة، يحق من خلاله لجميع الموظفين الذين عملوا مع الشركة لمدة 26 أسبوعا على الأقل، تقديم طلب للحصول على جدول عمل مرن. كما يدرس الوزراء خفض هذا الحد ليشمل التعيينات الحديثة. وتعرّف الحكومة البريطانية العمل المرن، بأنه مجموعة من الإجراءات التى تتضمن العمل بدوام جزئى، ومرونة العمل، والعمل من المنزل.

وفى المقابل، يرى العديد من الخبراء أنه على الرغم من أن العمل من المنزل قد أثبت أنه مفيد لبعض الآباء، إلا أنه لا ينبغى التعامل معه على أنه حل واحد يناسب الجميع . فتقول مارى آن ستيفنسون، رئيسة جمعية «الميزانية النسائية البريطانية» إن الأشهر الثمانية عشر الماضية أظهرت أن العمل من المنزل يمكن أن يكون فعالاً، إلا أنه غالبا ما يكون أسهل بكثير للأشخاص الذين لديهم منازل أكبر ومساحة أوسع. وتؤكد ستيفنسون ضرورة أن يبدى أصحاب العمل قدرا من المرونة حتى يتمكن الأشخاص من اختيار أنماط العمل التى تناسبهم.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق