«رياض» الأطفال

تتسابق الدول لوضع أحدث البرامج التكنولوجية والمناهج العلمية المعاصرة، بداية من مرحلة «رياض الأطفال» وهى أساس بناء الطفل إلى التعليم الأساسى والثانوى فى مصر من أجل الحصول على تعلم العديد من اللغات والتكنولوجيا والأنشطة، وتسعى الأسر لإلحاق أبنائها بالمدارس الدولية الخاصة التى تبالغ فى المصروفات الدراسية حتى لمرحلة رياض الأطفال، ونلاحظ أنه لا وجود للبرامج التربوية الدينية الإسلامية أو المسيحية فى معظم المدارس الدولية الخاصة، حيث يجب تنشئة التلاميذ على أداء الشعائر الدينية الصحيحة لبناء مجتمع مثالى، وتواجه أولياء الأمور مشكلة المغالاة الشديدة فى سعر ملف التقديم الذى يصل ثمنه إلى خمسة آلاف جنيه ولا يسترد المبالغ فى حالة عدم قبول الطفل، وبعض المدارس تقوم بتحصيل 15 ألف جنيه نظير قبول الطفل فى مرحلة رياض الأطفال. كما أن هناك مشكلة تتعلق بتأهيل الطفل للقبول وهو فى سن الرابعة بمرحلة كى جى وان. حيث يتعرض الأبوان فى المقابلة الشخصية إلى اختبارات للتأكد من مستواهم الثقافى، ولابد من معرفة الأبوين باللغات الأجنبية لقبول طفلهما فى مدارس اللغات والمدارس الدولية الخاصة، فهم يريدون طفلا لم يتعد عمره أربع سنوات مكتمل القدرات والمهارات ويعرف اللغات الأجنبية.

إن المدارس الدولية الخاصة تستحوذ على معظم المواقع الجغرافية فى المجتمعات العمرانية الجديدة مثل القاهرة الجديدة والشروق والسادس من أكتوبر.. الخ دون منافسة حقيقية مع المدارس التجريبية واللغات أو الدولية الحكومية القليلة جدا، والمدهش أن بعض المدارس الدولية الخاصة ترفض قبول أطفالنا برغم قربها الجغرافى من منازلنا بحجة نقص الفصول، أو أنها تفضل قبول أخوة التلاميذ وبأن لهم أولوية القبول بالمدرسة. وهكذا لا نجد مكانا لأطفالنا بالمدارس القريبة، وما نأمله هو توفير وإنشاء المزيد من المدارس الدولية الحكومية فى المدن الجديدة وزيادة أعدادها خصوصا مع أعداد السكان وبما يلبى مختلف احتياجات شرائح المجتمع للإسهام فى الارتقاء بالمستوى التعليمى والتربوى لأبنائنا بما يتناسب مع معطيات العصر الحديث وتأهيل أبنائنا للمستقبل.

د. توحيدة عبدالعزيز على عزيز

أستاذ مناهج رياض الأطفال