رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اجتهادات
لا يكل.. ولا يمل

مختلفة كثيرًا بيئة التنافس - الصراع السياسى - فى الولايات المتحدة عنها فى أى دولة ديمقراطية أخرى. ويشمل هذا الاختلاف العوامل المُحركة للتفاعلات، وأدوات التأثير فى الرأى العام، وكيفية إدارة الحملات الانتخابية. ولا يعنى هذا عدم وجود أوجه شبه بين البيئة السياسية الداخلية فى أمريكا، ودول ديمقراطية أخري. الديمقراطيات التمثيلية الكاملة بينها قواسم مشتركة. وكذلك الحال بالنسبة إلى الأزمة الراهنة التى تواجه هذه الديمقراطيات، بعد أن وصل النظام التمثيلى الحر إلى أعلى مستوى فى تطوره، وصار ضروريًا تطعيمه بأشكال من الديمقراطية المباشرة حين تُدرك النُخب السياسية أن هذا هو السبيل إلى الإنقاذ. ولكنها قليلة الحالات التى تبدو فيها هذه القواسم واضحة. والتفاعلات السياسية الراهنة المرتبطة بأزمة الانسحاب من أفغانستان إحدى هذه الحالات. حزب محشور فى خانة الدفاع عن رئيس هبطت شعبيته بنسبة 7 فى المائة خلال أقل من شهر، وآخر يشحذ أسلحته السياسية كلها ويتجاوز خلافاته الداخلية التى بدا قبل عام واحد أنها قد تعصف به، ويشن هجومًا منظمًا. موقف حرج وجد الحزب الديمقراطى نفسه فيه. حاول قادته ربط الأزمة بالاتفاق الذى عقدته إدارة دونالد ترامب مع طالبان. ولكن محاولتهم باءت بالخسران، لأن معظم الأمريكيين يفصلون بين مبدأ الانسحاب من أفغانستان وطريقته. وفى المقابل، بدا الحزب الجمهورى موحدًا للمرة الأولى منذ انتخابات العام الماضى. حدث تناغم فى خطابات ترامب، ومن وقفوا ضده عندما رفض الاعتراف بنتيجة تلك الانتخابات، وفى مقدمتهم نائبه مايك بنس، وزعيما الأقلية فى مجلسى الشيوخ والنواب ميتش ماكونيل وكيفين مكارثى. وفى ثنايا هذه التفاعلات الجديدة، يعود ترامب إلى المواجهة مُجددًا، إذ كثَّف حضوره سواء فى مقابلات تليفزيونية أُجريت معه، أو فى تصريحات متوالية، وأضاف إلى الحملة ضد أسلوب الانسحاب هجومًا على توطين أفغان تعاونوا مع القوات الأمريكية، رافعًا شعار انقذوا أمريكا، ومُشكَّكا فى إخضاعهم لتدقيق أمنى كاف، ومُحذرًا من خطر وجودهم. لا يكل ترامب فى سعيه إلى دعم حضوره فى المشهد السياسي. ولا يمل من محاولة العودة إلى الواجهة. ومازال سلوكه السياسى عمومًا فى حاجة إلى دراسة فى العمق.


لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد

رابط دائم: