رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

السيناريست عبدالرحيم كمال:
قادرون بقيادة السيسى على استعادة الروح المصرية الأصيلة وتقديم القدوة الثقافية

أجرى الحوار ـ سعد سلطان
عبدالرحيم كمال

يصعب الحوار مع مؤلفٍ.. وبالأخص إذا ما كان درامياً وسينمائياً , فالإجابات -على الأسئلة أيا كانت -حاضرة في ذهنه..ومن طرْف اللسان يعطيك حلاوة حسبما تريد..و"عبد الرحيم كمال" أحد هؤلاء "البخلاء" الذين يستحيل الحصول منهم على جديد..فأفكاره لنفسه وجديده لأعماله, وهي صفة تلازم كل سيناريست..ولكنه أثار جدلا فكريا -تخطي جدل أعماله الدرامية- بطرحه مفهوم "تجديد الخطاب الروحي"منذ سنوات ..ولكن أحداً لم يلتفت رغم أنه كتبها مِرارا وزادها تكرارا..
إلا حينما تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي..فاتحا معه حواراً تليفزيونياً مباشراً حول أهمية ما يقوله.. مساندا إياه في دعوته.. داعما لأعماله وما يكتبه ..هنا لفت الأنظار وشد الإنتباه ودارت الأسئلة الباحثة عن إجابات..عبد الرحيم الأسمر إبن "الصعيد الجواني"..ذو الحوَلْ العيني الخفيف الذي يعطيه إختلافا شكليا ينبئ بإختلاف أفكاره وتفرده في مسعاه عن أبناء جيله ..صاحب روايات وقصص وأعمال درامية وضعته في الصف الأول..

يجيبنا في عُجالةٍ عن ما خفَّ حمله من الأسئلة وما ثقُلَ وزنه من إجابات..
 

 

 



فى ظل سعى الدولة إلى إيجاد مجتمع جديد ..كيف يمكن للدراما أن تستعيد الوعى المصرى وتسهم بدورها فى هذا الهدف؟

دعنا نتفق أن صناعة الفن هى فى الأساس صناعة فكر هدفها تقويم وتهذيب وجدان المتلقي، فالمشهد الدرامى أو السينمائى أو الحكاية تأثير يحقق الهدف دوما. والفن عموما عنوان تحضّر الدول ودليل ثقافة ومؤشر قوة للمجتمع فى نفسه وفيمن حوله من مجتمعات. وأقول إن إعادة الشخصية المصرية بأصولها التى نعرفها - وهى شخصية اختفت فى أفلام السينما ومسلسلات الدراما- تحصنه ضد أن يظل رهينة لـ «ثقافة التريند» التى تسيطر الآن وتفرض سطوتها. وحتى نحدد ما نقصد، يظل تاريخنا وتراثنا المصرى حافلا بوقائع وطنية وثقافية ومليئا بنماذج يمكن أن يمثل إعادة إنتاجها وتصديرها للمشاهد حبل إنقاذ للجميع، وحتى لا يفقد المشاهد وعيه ويحتفظ بصلابته الفكرية إزاء ما يقدم له من توافه، علينا أن نبدأ بتقديم القيمة والقدوة الثقافية والتاريخية هذه للنشء والطفل..نحتاج كثيرا الى أن نهتم بأجيالنا القادمة ..هذا هو الطريق الأمثل والأسهل لإيجاد جيل يتشرب الشخصية المصرية ويستوعب نماذجها ويوجد وعيا بالأهداف ويمهد الطريق لتحقيقها .

كثير من الأعمال الوطنية «التى تمجد نماذج قاومت وانتصرت» يتم تقديمها حاليا، بل هى الغالبة؟

لا يكفى تقديم الانتصارات، فحتى الهزيمة فيها بطولات خارقة، الحرب على الإرهاب فيها الكثير من التضحيات، حكاية عامل مصرى بسيط يخدم أكل عيشه بإخلاص نموذج كاف لأن يعلم ويؤثر، لكن ما أقصده أن تسهم الدراما فى إيجاد مجتمع علمى وتساهم فى بناء عقلية علمية وتبنى مجتمعا حديثا، لقد نادى كثيرون غيرى من كبار الكتاب والمخرجين بضرورة استعادة وعى الدولة أولاً بأهمية هذه القضية خاصة مع التأثير الخطير للدراما فى المجتمع والفن بشكل عام كقوة ناعمة.وأنا أشاركهم هذا النداء، ولدينا عشرات المبدعين من الشباب ونحظى بوجود كتاب كبار قادرين ولديهم نصوص ورؤية تخدم هذه الأهداف.

تجديد الخطاب الروحى مصطلح منسوب إليك..أية أيدلوجية تقف وراءه؟

هذا عنوان مقال نشرته منذ أربع سنوات فى بداية المناداة بتجديد الخطاب الديني، وقلت إن تجديد الخطاب الدينى شكلانى ومقدور عليه بما نملكه من علماء أجلاء قادرين على تنقية التراث وإزالة ما التبس فيه لصالح أجيال جديدة تريد أن تفهم وتستوعب، ولكن التجديد الروحى ما قصدته أن نرد الروح إلى مصريتها، إلى أصلها، ونرفع الشوائب التى علقت بالروح المصرية وإصابتها بالصدأ وهو ما يعنى أن ننطلق نحو تغيير اجتماعى وثقافى وفنى شامل، تكون الدراما فيه أحد الأسلحة، ويكون الطفل فى ابتدائيته والشاب فى جامعته هو الهدف الأول، صحوة تخص كل فرد فى مجاله وبفعل الفن يبدأ التأثير. هى حدوتة جامعة ترعاها الدولة تعيد الروح المصرية إلى المصريين وتنزع منها ثقافة الصحراء والتصحر.

ولكن ألا تخشى أن يفهم منها أن وراءها تيارك الروحى ؟

الروح فى البشرية عموما فى المسلمين والمسيحيين وأصحاب كل الأديان.. هى فى كل كائن عاقل، الروح المصرية لا تميز بين مذهب ومذهب وبين دين وآخر أو طائفة وطائفة، نحن نهرب بهذه الدعوة من التخصيص إلى التعميم. كنوزنا بدواخلنا وتقدمنا فى روحنا المصرية التى علمت البشرية وقدمت لها الحضارات، المصريون راغبون وعازمون فى الحفاظ على هويتهم وقلت من قبل إنهم أزاحوا الإخوان من مقاليد الحكم لأنهم هددوا هذه الهوية وطمعوا فى دفع المصريين إلى تغييرها.

يصعب الإيمان بدعوتك بينما تسيطر على الفضاءات المصرية خناقة حمو بيكا والبحراوى ..وإصبع «نمبر وان» تكاد تخرق وجوهنا؟

هؤلاء «نجوم التريند» وهم موجودون فى كل زمن، كل خمس سنوات تقريبا تطفو هذه الظواهر، هذه هباءات منثورة الضرر منها وقتى ويسهل إزالتها، معركة الوعى ممتدة والفن الجيد يمتد أثره إلى أجيال، نحن شعب حضارى بطبيعته وما يفيدنا يمكث فى أرضنا.

أجبت كثيرا عن سؤال اثر مكالمة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى حوارك التليفزيونى الأخير..ولكن ما الأثر الشخصى عليك كفنان؟

هى مكالمة أعادت إلى شخصى كفنان الاعتبار، فلطالما اٌتُهِمَ الوسط الفنى بأنه غير منضبط ومتعال ويتحرك بعيدا عن الأهداف المجتمعية وأنهم يعيشون حياة بذخ ورفاهية..ولكن حينما تأتيك مكالمة من أعلى سلطة فى البلد داعمة لك وتعلن عن تأييدها الصريح لما نقدمه فهذا يعنى أن الدولة تضع الفن والفنانين فى موقعهم الصحيح وتراهم ضروريين ولازمين وفى الصفوف الأولى فى معركة الوعي.

قلت بعد المكالمة إنك بصدد عمل جديد فى إطار ما دار بينكما من حديث سمعه وشهده المصريون؟

يصعب الحديث عن عمل لم يكتمل..كل عمل جديد يتحرك بدون قصد، جملة حوارية بديعة أو نص سمعى وبصرى مختلف يحمل بداخله الهدف، وأسعى من خلاله إلى تأكيد معنى وإثبات قيمة، والمؤكد أن مكالمة الرئيس السيسى دافع كاف، لأن أتحرك فى اتجاه ما طالبنى به وهو المشاركة مع أبناء جيلى من الكتاب المبدعين والفنانين الكبار فى تقديم أعمال تليق بالأمة المصرية وتعيد إليها هيبتها وقوتها الناعمة التى شهد لها التاريخ .

أنبتتك أرض العيساوة شرق بالصعيد السوهاجي، ولكنك لم تصنف بالكاتب الصعيدى ولم ينل الصعيد منك إلا عملين آو ثلاثة على الأكثر؟

هذا تصنيف خاطئ وأفضل أن يفخر بى أبناء بلدى بأنى كنت منهم وكتبت لعموم المصريين، قدمت «الرحايا» و؛شيخ العرب همام» ثم خرجت مسرعا لأمشى على درب طه حسين الصعيدى الذى كتب وأنار للبشرية وأدبه مازال حاضرا، ومحمد صفاء عامر الصعيدى التى نتذكر ونحفظ ما قدمه من أعمال درامية..كل كاتب له دوره دون تصنيف، وأقول للصعيد وقراه ونجوعه: أنتم قادرون على إنبات آلاف.. قادرون على استعادة الروح المصرية الأصيلة بقيادة الرئيس السيسى.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق