رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

قبل أسابيع من اختيار خليفة ميركل..
هل يحقق وزير المالية حلماً تأخر 16 عاما ؟

أحمد عبد المقصود
> أنالينا بيربوك مرشحة حزب الخضر تتوسط أرمين لاشيت مرشح الحزب الديمقراطى المسيحى وأولاف شولتس وزير ا

يبدو أن المستشارة أنجيلا ميركل لن ترحل وحدها عن رئاسة الحكومة الألمانية نهاية شهر سبتمبر الحالي، بل إن حزبها المسيحى الديمقراطى المحافظ، الذى ظل متصدرا المشهد السياسى طيلة الـ 16 عاما الماضية، سوف يحزم حقائبه أيضا، بعد أن حصد الحزب الديمقراطى الاشتراكى أعلى الأصوات، وفقا للعديد من استطلاعات الرأى التى أجريت أخيرا، وقبيل أسابيع قليلة من انطلاق موعد الانتخابات التشريعية التى ستعقد فى 26 سبتمبر الحالى.

كان من المتوقع أن يأتى خليفة ميركل، من نفس حزبها، ولكن جميع استطلاعات الرأي، دون استثناء، رشحت الحزب الاشتركى ليتولى دفة البلاد خلال حقبة ما بعد ميركل وحزبها الديمقراطى المسيحي، مما أدى إلى إعادة ترتيب أوراق الانتخابات من جديد.

 فقبل أشهر قليلة فقط، كانت كل آمال الاشتراكيين مركزة على الحد من فداحة خسائرهم الانتخابية، لكن مع اقتراب يوم الفصل، وجد الاشتراكيون أنفسهم فى الطليعة للمرة الأولى منذ 15 سنة، حتى إنهم تقدموا فى معظم استطلاعات الرأى هذا الأسبوع على الاتحاد الديمقراطى المسيحى الحاكم،

وأظهرت نتائج الاستطلاع الذى أجراه معهد «إينزا» بتكليف من صحيفة «بيلد»، أن الاشتراكيين حصلوا على 25% مقابل 20% لحزب ميركل، وبحسب المراقبين فإنه من المرجح تشكيل الحكومة المقبلة من 5 ائتلافات، تضم الحزب الاشتراكى والتحالف المسيحى والخضر وآخر يضم الحزب الاشتراكى والتحالف المسيحى والحزب الليبرالي، وثالث يضم الحزب الاشتراكى والخضر والحزب الليبرالي، ورابع يضم التحالف المسيحى والخضر والحزب الليبرالي، وخامس يضم الحزب الاشتراكى والخضر واليسار.

ويشير المراقبون إلى أن السباق الانتخابى لمنصب المستشارية، انحصر فى الشخصيات الثلاث المرشحة، أكثر منها فى الأحزاب التى ينتمون إليها، وذلك فى إشارة إلى «أرمين لاشيت»، مرشح حزب ميركل لمنصب المستشار، رغم أنه مسئول مسئولية مباشرة عن الخسائر الكبيرة لحزبه أخيرا، فى حين أن فرص مرشحة حزب الخضر «أنالينا بيربوك» تبدو متراجعة، بالرغم من حصدها شعبية غير مسبوقة عند إعلان ترشيحها لمنصب المستشارية، ويرى المراقبون أن المستفيد الأكبر من تغير المشهد السياسى مع اقتراب انطلاق المعركة الانتخابية الفاصلة، نائب المستشارة ووزير المالية الحالى «أولاف شولتس»، مرشح الاشتراكيين الذى أثبت فعلا أنه مفاجأة هذه الانتخابات.

وحمل المراقبون مرشح الحزب الحاكم الذى من المفترض أن يخلف ميركل على كرسى الاستشارية أرمين لاشيت، أسباب تراجع شعبية الحزب خلال هذه الأوقات الحرجة وقبل الانتخابات مباشرة، حيث تم رصد العديد من الإخفاقات، كان آخرها عندما ضبطته عدسات الكاميرات متلبسا بالضحك، حينما كان يقف بجوار الرئيس الألمانى فرانك شتاينماير، فى أثناء تعزيته فى ضحايا الفيضانات الأخيرة التى ضربت ألمانيا.

ورغم اعتذار لاشيت واعترافه بالخطأ وسوء تقدير الموقف، فإن الضرر كان بالغا ومؤثرا بشكل كبير، انعكس بالفعل على نتائج  شعبيته فى استطلاعات الرأي، حيث يراه الناخب الألمانى غير جدير بهذا المنصب.

كما يرى المراقبون أيضا أن أنالينا بيربوك، مرشحة حزب الخضر البيئى، البالغة من العمر 40 عاما، والأصغر سنا بين المرشحين والسيدة الوحيدة، لا تعتبر أفضل أداء من لاشيت، حيث ارتكبت هفوات عديدة ومسئولة أيضا عن تراجع حظوظ حزبها، الذى كان متقدما طوال أشهر على الحزب الأشتراكي، وحصل على المرتبة الأولى بين كل الأحزاب، بنسبة وصلت إلى 26 فى المائة من التأييد.

لكن منذ اختيار بيربوك مرشحة لمنصب المستشارة، والفضائح تلاحقها، حيث بدأت باتهامها بسرقات أدبية فى الكتاب الذى نشرته قبل الانتخابات، كما لم تفصح بيربوك عن دخلها السنوي، وكذلك عجزها عن تقديم أجوبة حول كيفية تمويل خطط حزبها لمكافحة التغير المناخى وغيرها.

ويرجح المراقبون أن يكون المستفيد الأكبر من كل تلك الهفوات، لكل من أرمين لاشيت مرشح الديمقراطى المسيحي، وبيربوك مرشحة حزب الخضر، هو أولاف شولتس وزير المالية الحالى ونائب المستشارة ومرشح الاشتراكيين، حيث ان شولتس استفاد من أخطاء وهفوات لاشيت وبيربوك، لكنه أيضا يستفيد من كونه نائب المستشارة، حيث أصبح بفضل ذلك قادرا على إظهار ثقة بالنفس وتقليد أسلوب ميركل، بظهوره كمرشح هادئ وصاحب تفكير منطقى وشخصية متزنة يمكن الاعتماد عليها.

ويرى المراقبون أن شولتس أكثر جدارة على صعيد الخبرة فى الحكم وإدارة البلاد من المرشحين الآخرين، فقد استطاع أن يروج لنفسه بوصفه امتداداً طبيعياً للمستشارة ميركل. ساعد أيضا على تصدره استطلاعات الرأي، نجاحه فى تولى الحقيبة المالية لألمانيا منذ سنوات، واتخاذه قرارات ساعدت على انتشال كثير من الشركات من الافلاس خلال أزمة «كوفيد 19».

وذلك على عكس لاشيت الذى عجز أن يظهر بالصورة نفسها، على الرغم من رئاسته لحكومة أكبر ولاية ألمانية من حيث عدد السكان (الراين الشمالى ووستفاليا)، حيث يرى المحللون انه لم ينجح فى تقديم نفسه كمرشح قوى لرئاسة الحكومة، كما أنه لم يدعم الولايات التى تعرضت للفيضانات الأخيرة مارس الماضي، ووجه انتقادات لاذعة لحكومات الولايات التى تعرضت لتلك الكارثة.

مع استمرار تراجع حزب الخضر، فإن السباق لخلافة ميركل من المتوقع أن ينحصر بين لاشيت مرشح الديمقراطيين المسيحيين عن اليمين، وشتولتس مرشح الاشتراكيين عن اليسار، لكن ورغم ذلك فإن حزب الخضر سوف يكون له دور فى اختيار من يجلس على كرسى الحكم، عندما يقرر مع من منهما سوف يتحالف لتشكيل الحكومة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق