رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أفق جديد
الذئاب المنفردة تعود!

بينما كان العالم يتخوف من انبعاث الإرهاب عبر أفغانستان خاصة بعد مذبحة مطار كابول، نقل إرهابى داعشى سريلانكى المعركة إلى نيوزيلاندا الجمعة الماضي حيث طعن 6 أشخاص بمركز للتسوق قبل أن تقتله الشرطة. لو كان الحادث فى بريطانيا أو أمريكا أو فرنسا، لكان كثيرون قد ألبسوا الإسلام والمسلمين ثوب الإرهاب إلا أن نيوزيلاندا تثبت مجددا أن وضع الغرب كله فى سلة واحدة، خطأ كبير.

فى 15 مارس 2019، أطلق إرهابى عنصرى أبيض النار على مصلين يؤدون صلاة الجمعة بمسجدين، مما أسفر عن استشهاد 51 وإصابة 50 آخرين. آنذاك ضربت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن مثالا ناصعا فى كيفية القيادة لحظة الخطر واحتضان أسر الضحايا والحسم فى المواجهة. رفضت التعاطف مع المجرم ولم تذكر اسمه مطلقا حتى لا يحصل على شهرة يريدها. وجرى تشديد عقوبات حمل السلاح خاصة الخطير منه.

الآن، تواصل أرديرن تقديم الدروس. إذ جزمت: «مرتكب الهجوم ذئب منفرد يعتنق أيديولوجيا متطرفة يرفضها المسلمون. الإرهابى لا يعبر عن دين ولا ثقافة ولا عرق. يجب ألا تؤدى تصرفاته لكراهية للمسلمين. بالتراحم والعطف والتوحد، نرد على الجريمة». لم يكن بقية السياسيين أقل مسئولية وحرصا. زعيمة المعارضة جوديث كولينز قالت: الإرهابى ليس أكثر تمثيلا للمسلمين من تمثيل العنصرى الأبيض للنيوزيلانديين. إنها قضية إرهابية وليست دينية”.

قارن هذه التصريحات بما قاله ترامب قبل سنوات؟: “أعتقد الإسلام يكرهنا..( وعندما سأله المذيع: هل تقصد 1٫6 مليار مسلم؟ رد: أعنى الكثير منهم). إنهم يكرهوننا بشكل لا يصدق”. هما أسلوبان فى الحياة أحدهما يجتهد لتحقيق الوئام والسلام داخل مجتمعه وحرمان الإرهابيين من استخدام التصريحات النارية كذريعة، والآخر يحاول الاستفادة من الإرهاب لحشد مؤيديه من اليمين المتطرف وراءه.

الفترة المقبلة، قد تشهد نشاطا للذئاب المنفردة، وعلينا توقع ردود فعل متطرفة على طريقة ترامب.. للأسف، نموذج أرديرن ونيوزيلاندا إجمالا نادر، لكن يبقى السؤال: ما هو رد فعلنا.. هل سنظل فى مربع الإدانة والدفاع السلبى، أم نعيد النظر بأمور كثيرة أدت لإنتاج هذه الأفكار وهؤلاء الإرهابيين؟.

[email protected]
لمزيد من مقالات عبدالله عبدالسلام

رابط دائم: