رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«المغناطيس».. أحدث أسلحة التصدى للنفايات البلاستيكية

شيماء مأمون
أطنان من النفايات البلاستيكية تهدد البيئة

لطالما ينتهى المطاف بعشرات الملايين من أطنان المخلفات البلاستيكية بإلقائها فى مياه الأنهار والمحيطات كل عام، حيث ينتج البشر ما يقدر بنحو ٣٠٠ مليون طن من النفايات البلاستيكية، وهو ما يعادل حمولة شاحنة قمامة كل دقيقة، الأمر الذى يضر بالبيئة وصحة الإنسان على السواء.

ويزيد من صعوبة الأمر وجود لدائن من الألياف البلاستيكية الدقيقة ناتجة عن تحلل هذه الأجسام البلاستيكية ومخلفات الملابس ومستحضرات التجميل ومنتجات التنظيف، التى يبلغ طولها أقل من ملليمتر، وتشق طريقها إلى الأنهار والمحيطات، حيث تأكلها الأسماك وحتى الشعاب المرجانية نظرًا لصغر حجمها، مما يجعل تجنبها شيئا بالغ الصعوبة، بعد أن استعمرت أعماق المحيطات واستقرت فى الجليد البحرى فى القطب الشمالي. وقد توصلت مؤسسة إلين ماك آرثر، مؤسسة بريطانية غير ربحية تعمل على تعزيز تدوير المواد البلاستيكية وإعادة استخدامها بدلاً من التخلص منها، أنه من المتوقع أن يزداد إنتاج البلاستيك بنسبة 60٪ بحلول عام 2030، وأن يصل إلى ثلاثة أضعاف هذه النسبة بحلول عام 2050، وهو ما قد يؤدى إلى وجود البلاستيك أكثر من الأسماك فى المحيطات.

ويشير تقرير نشره موقع «بى بى سى» البريطاني، إلى أن استخدام المواد البلاستيكية يعد أيضا مشكلة صحية عامة، خاصة أن تناول المواد الغذائية داخل العبوات البلاستيكية يجذب المعادن الثقيلة ويدخلها فى النظام الغذائي. ووفقًا لعديد من الأبحاث الحديثة، فإن الإنسان يستنشق باستمرار جزيئات البلاستيك الدقيقة ويبتلعها خلال عاداته اليومية. كما وجدت إحدى الدراسات التى أجراها باحثون فى جامعة نيوكاسل عام 2019، أن المواطنين على مستوى العالم يتناولون ما معدله 5 جرامات من البلاستيك كل أسبوع. فى حين، تم إيجاد علاقة بين المواد الكيميائية المستخدمة فى البلاستيك بمجموعة من المشكلات الصحية، بما فى ذلك السرطان وأمراض القلب، حيث كشفت الدراسات أيضا أن تعرض الإنسان للجسيمات البلاستيكية الدقيقة يمكن أن يسبب الإجهاد التأكسدى والالتهابات ومشكلات فى الجهاز التنفسي.

فى محاولة منه لإيجاد حل لهذه الأزمة، حاول فيونن فيريرا (20 عامًا) باحث الكيمياء بجامعة جرونينجن بهولندا، بالعمل على اكتشاف طرق مبتكرة لإزالة هذه المواد البلاستيكية الصغيرة التى لا يمكن رؤيتها فى كل المحيطات، وذلك عن طريق التصاق هذه اللدائن الدقيقة بسائل يحتوى على زيت نباتى مع مسحوق أكسيد الحديد، لتكوين سائل مغناطيسي، يُعرف أيضًا بالسائل الممغنط، وذلك من خلال جهاز يمكن تركيبه على السفن حتى تتمكن من استخراج المواد البلاستيكية فى المحيطات. ويقول فيريرا: «لقد شعرت بالقلق حقًا عندما اكتشفت وجود مواد بلاستيكية دقيقة ستبقى فى بيئتنا لآلاف السنين». مضيفا «إن هذه التكنولوجيا سريعة للغاية ورخيصة ومنخفضة الطاقة، ويمكن دمجها بسهولة فى المنشآت القائمة وقادرة على التعامل مع معدلات التدفق العادية للمياه‫»‬.

وعلى الرغم من الشكوك التى واجهته طوال رحلته كمخترع شاب، يأمل أن تساعد اختراعته فى حل هذه الأزمة، استطاع فيريرا أن يثبت فاعلية الطريقة التى استخدمها لاستخراج اللدائن الدقيقة من الماء بنسبة ٨٧ ٪ وذلك بعد قيامه بإجراء الآلاف من التجارب عليها. وقد تقدم فيريرا باختراعه إلى مسابقة جوجل للعلوم والتكنولوجيا، وبالفعل فاز فيريرا بالمسابقة وحصل على منحة تعليمية بقيمة خمسين ألف دولار، حيث يعد اختراعه، القائم على مكونات بسيطة للغاية، شيئا رائدًا وله إمكانات قوية لتقديم حلول من شأنها أن تسهم فى الجهود العالمية لإزالة الجسيمات البلاستيكية من البيئة.

فى الوقت نفسه بدأ فيريرا فى توسيع نطاق التكنولوجيا، بحيث يمكن استخدامها فى مرافق معالجة مياه الصرف الصحى ومنع المواد البلاستيكية الدقيقة من الهروب إلى المحيط. كما يقوم فيريرا حاليا من خلال عمله مع إحدى الشركات الأمريكية بتصميم جهاز من الفولاذ المقاوم للصدأ أو الزجاج أو البلاستيك المعاد، يستخدم طريقة الاستخراج المغناطيسية لالتقاط اللدائن الدقيقة فى أثناء تدفق المياه عبرها، والذى من الممكن استخدامه داخل المنازل، من خلال تثبيته على أنابيب المياه لتنظيفها ورفع الوعى البيئى لدى المواطنين وتزويدهم بمياه شرب آمنة ومستدامة. ويأمل فيريرا بتسويق هذا الاختراع خلال العامين المقبلين .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق