رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اجتهادات
مقال عابر للزمن

تُرى ما الذى كان ممكنًا أن يكتبه الراحل الكبير أحمد بهاء الدين لو أن العمر امتد به، وتابع ما يحدث الآن فى بعض مصايف الساحل الشمالى، التى تبدو كأنها فى بلد آخر، وربما فى كوكب ثان.

لم يتحمل بهاء الدين، الذى نذكره فى مناسبة مرور رُبع قرن على رحيله، الإرهاصات الأولية جدًا، لهذه الممارسات عام 1974. قضًّ مضجعه تدفق سلع كمالية مستوردة رأى أنه لا محل لها, وأن السماح بها يُلحق ضررًا بالتنمية وفق تصوره لها.

ولهذا كتب فى 12 يوليو 1974 مقاله الذى يُدرج ضمن الكتابات عابرة الزمن (الانفتاح ليس سداح مداح) فى الوقت الذى لم يكن قد مضى شهران على توليه رئاسة تحرير الأهرام. حاول أن ينبه فى وقت مبكر جدًا إلى أخطار الانفتاح دون أى ضوابط: (ظن بعض الناس أن الانفتاح معناه أن تصبح مصر الاقتصادية والاجتماعية «سداح مداح» كل شىء فيها مباح .. وحتى الدول الرأسمالية الغنية كانت إذا شعرت ببوادر خلل فى اقتصادها الوطنى تُسرع إلى إجراءات لحمايته).

وكان بهاء الدين ثانى القريبين من سلطة الدولة الذى تبنى هذا الموقف، بعد د.فؤاد مرسى الذى كان وزيرًا للتموين واستقال للسبب نفسه, قبل أن ينضم إليهما بعد نحو عامين أستاذى الراحل الكبير د.رفعت المحجوب حين كان ضمن قادة الصف الأول فى الاتحاد الاشتراكى، إذ صك عبارة (القطط السُمان) للإشارة إلى من أثروا عبر تحويل الانفتاح إلى ما سماه بهاء الدين (سداح مداح).

ولأن بهاء الدين كان مثالاً للأمانة والمسئولية، فقد فكر فى الاستقالة عندما بدأت الفجوة تزداد بين السياسة الاقتصادية وما آمن به، برغم أن السادات لم يطلب منه ذلك. وكتب فى كتاب المحاورات (إن الأوضاع التى كشف عنها الانفتاح كانت بداية شرخ أخذ فى الاتساع .. وبدأت أفكر فى ترك منصبى لأعود مسئولاً فقط عن مقال أكتبه وأضع عليه اسمى ..).

والحال أن مقال الـ (سداح مداح)، وحمايته مركز دراسات الأهرام كما ورد فى اجتهاد أمس، ليسا إلا عينة مما لا يمكن نسيانه فى تاريخ أحمد بهاء الدين.


لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد

رابط دائم: