رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

غضب الطبيعة.. التحدى الأكبر

سارة عبد العليم

«ليس في كوكبنا ركن واحد بمنأى عن الآثار المدمرة لتغير المناخ. فارتفاع درجة حرارة الأرض هو السبب المباشر للتدهور البيئي والكوارث الطبيعية».. هكذا حذر أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة في خطاب شهير العالم من أن عواقب أزمة المناخ العالمية لن تتوقف عند حدود الكوارث البيئية فحسب، بل إنها ستمتد لتفسد كل ركن من أركان الحياة بدءا من انهيار الاقتصاد، والذي يترتب عليه انعدام الأمن الغذائي والمجاعات والفقر وانتشار الحروب والعنف بين البشر والحرمان من التعليم.

أزمة تغير المناخ والاحترار العالمي تؤثر بشكل مباشر علي تعليم الأطفال في المدارس خاصة في المناطق الاستوائية. فتغير المناخ  يؤدي إلى زيادة موجات الحرارة الشديدة والفيضانات والجفاف والأعاصير والحرائق وكل ذلك يحول دون ذهاب الأطفال للمدارس. فالكوارث البيئية عادة ما تتسبب في نزوح السكان عن منازلهم ومدارسهم، والمباني المدرسية مهددة بأن تغمرها مياه الفيضانات أو يحتمي بها النازحون من جراء الكوارث الطبيعية. وفي كل الأحوال، يواجه الأطفال صعوبة في الذهاب لمدارسهم وتلقي التعليم الذي يؤهلهم لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية وتحسين مهاراتهم والارتقاء بمستوى معيشتهم.

على الرغم من أهميته القصوى، فإن التعليم يواجه تحديات كبيرة لم يسبق لها مثيل وخصوصا في الدول الفقيرة. فتشير الإحصائيات إلى أنه على مدى الثلاثين عاما المقبلة من المتوقع أن ينزح أكثر من 140 مليون شخص بسبب تغير المناخ في دول جنوب آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، ومن المتوقع أن يكون حجم الخسائر الاقتصادية 7٫9 مليار دولار. وستؤدي موجة الهجرة الجماعية لعرقلة الجهود العالمية لتحقيق التنمية المستدامة والتقدم في شتى المجالات. وفي عام 2016، حرمت الكوارث الطبيعية نحو 263 مليون طفل في سن الدراسة، أى طفل واحد من كل خمسة أطفال حول العالم، من التعليم بعد إغلاق المدارس أبوابها.

وما يزيد من حجم المأساة، هو أن الأسر الفقيرة مثل الفلاحين والمزارعين أو الأسر التي يتأثر دخلها بشكل مباشر بالكوارث البيئية والأمطار والفيضانات، عادة ما يخرجون أطفالهم من المدارس بهدف البحث عن الرزق وتوفيرا للنفقات، وغالبا ما يقع هذا الظلم أكثر على الفتيات وتبدأ معاناتهن مع الزواج المبكر للحصول على المال.

إن تغير المناخ في الدول الفقيرة وما ينتج عنه من كوارث بيئية يؤدي إلى نقص شديد في الموارد. وهو ما ينتج عنه سوء التغذية للنساء الحوامل والرضع والأطفال، وبالتالي انهيار الصحة العامة للأطفال ما يجعلهم يحرمون من النمو البدني والصحي والعقلي ومن تلقي التعليم.

الحقائق تؤكد أن أزمة تغير المناخ لا يمكن احتواؤها بين عشية وضحاها. لذا فإن الأمر يحتاج إلى مزيد من البحث والدراسة لفهم التحديات التي تواجه أطفال العالم وما يتعرضون له من صعوبات في التعلم، ومن ثم إيجاد حلول بديلة تسمح للأطفال بممارسة حقهم في التعليم على الرغم من تغير المناخ.

وتسعى الأمم المتحدة كجزء من أهداف التنمية المستدامة إلى القضاء على الأمية، واضعة أمامها هدفا أساسيا وهو أنه بحلول عام 2030 يكمل جميع الأطفال في جميع أنحاء العالم التعليم الابتدائي والثانوى.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق