رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

إنهم يبيعون الهواء

بكم تشترى نصف ساعة نوم فى منتصف نهار مرهق جدا وحار.. تخيل نفسك مثلا فى قلب مدينة مانهاتن الصاخبة المرهقة بشراسة؟ أحد الأمريكيين تفتق ذهنه عن فكرة عبقرية.. وهى أن يبيع لك قيلولة سريعة بعشرة دولارات أو بعشرين دولارا فى الساعة .. قام بعمل مشروع محلات للنوم توفر لك الظلام والهدوء والتكييف.. حتى تستعيد نشاطك مرة أخرى.. طبعا الإقبال كان جبارا.. فالبديل هو استئجار غرفة باهظة الثمن فى فندق.. مدهشون.. أليس كذلك!.. والعجيب أنهم يفلحون فى مشاريعهم تلك ويلاقون زبائن بالآلاف.. إنه فى النهاية من يتقن فن التسويق يمكنه أن يبيع لك كل شىء بما فى ذلك الإشباع العاطفى والمادى على السواء .. وهناك قاعدة تسويقية تقول.. تكلم مع الناس بلغتهم وخاطب أحلامهم.. ولاتبحث عن زبائن لمنتجاتك.. بل ابحث عن منتجات لزبائنك.. إليك هذه القصة التى أصبحت تدرس فى كتب التسويق.. هى قصة تحت عنوان.. كيف تبيع مشطا لراهب أصلع ؟ حيث تقدم ثلاثة بائعين ماهرين لوظيفة فى شركة صينية كبيرة، وعند المقابلة النهائية كانت قد تساوت نتائجهم ومؤهلاتهم… فقرر الشخص الذى يقابلهم أن يمتحنهم ضمن تحد جديد من نوعه وهو (من يبيع أكثر عدد من الأمشاط) لرهبان المعابد البوذية فى غضون ثلاثة أيام سوف يكون هو صاحب الوظيفة).. بعد مرور ثلاثة أيام رجع البائعون لوضع تقريرهم على طاولة الشركة العظيمة كما يلي.. البائع الأول، لقد بعت مشطاً واحداً. بعد أن أهاننى الرهبان بتهمة السخرية منهم فأصابنى الإحباط وانسحبت من المعبد، وفى طريق العودة وجدت أحد الرهبان الصغار يحك رأسه بسبب الحساسية، فأقنعته ان المشط الخشبى يساعده فى الحكاك، وعليه فاشترى الراهب هذا المشط الوحيد.

أما البائع الثانى فقد ضحك على قصة البائع الاول، وقال لقد بعت 10 أمشاط، فابتسم صاحب الشركة وقال: هذا مثير، قل لنا كيف بعتهم. فقال البائع الثاني: لقد لاحظت ان الزوار للمعبد يصلون بشعر منكوش من قوة الرياح التى تواجههم فى طريقهم الى المعبد، فأقنعت الراهب ان يضع مجموعة من الأمشاط للزوار لكى يمشطوا شعورهم قبل دخول المعبد لإظهار الاحترام خلال زيارتهم للمعبد.. وجاء دور البائع الثالث ليقول بكل ثقة.. لقد بعت ألف مشط..عم الذهول وجه الجميع ليقول صاحب الشركة: أمتعنا بقصتك. فقال البائع الثالث: قصدت المعلم لأكبر المعابد البوذية، وشكرته لما يقدمونه للناس فى هذا المكان المملوء بأجواء قدسية بالنسبة للزوار، وكان صاحب كرم وأبلغنى بأنه يود شكر الزوار لدعمهم وإخلاصهم بالعبادة، فاقترحت عليه تذكارا يحمل مباركة بوذا، وعرضت له المشط الخشبى والذى قمت مسبقا بحفر كلمات من تعاليم بوذا عليه، وقلت له ان زوار المعبد سيستخدمون المشط يوميا وسيكون بمثابة تذكير يومى للقيام بالاعمال الصالحة. فأعجب الراهب الكبير بالفكرة، وطلب ألفا من هذه الأمشاط المباركة.. التسويق إذن يصنع المعجزات..

خبراء التسويق يرون أنه لا مستحيل أمامهم.. وقد سبق فى فيلم عادل إمام أن رأينا منتجا وهميا يسمى الفنكوش أحدث ضجة كبيرة وصراعا عنيفا بين الوكالات الإعلانية.. أما الناس فقد قتلهم الفضول من أجل معرفته والحصول عليه.. ونحن عندنا مثل شعبى يقول الزبون بياكل بعينه.. أى أن الشكل والتغليف والإبهار يطغى على المحتوى فى أحيان كثيرة.. وهناك قاعدة تقول إن العقل البشرى يتعامل مع المرئيات أسرع بـ 50 مرة من قراءة النصوص… ومن عجائب عمليات التسويق تلك التى اشتروا فيه الأسفلت للترويج للبيتزا.. كتبوا على الأسفلت أوه! أجل قمنا بذلك.، حيث قامت شركة البيتزا بسد الحفر فى طرقات وشوارع المدينة ووضع شعارها على الأسفلت

فتزايدت مبيعاتها بشكل مهول.. ليت الشركات فى مصر تحذو حذوها.. وليتنا نتأمل كل القصص السابقة ونحاول أن نفكر على منوالها.. لعل منتجاتنا تجد من يشتريها.. ولعل كل واحد منا ينجح فى تسويق نفسه.. تعلم فن التسويق .. فبدونه ستظل تشتكى!


لمزيد من مقالات جمال الشاعر

رابط دائم: