رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«الدكاترة» نصر.. مصرى فى «الطاقة الذرية» الفرنسية

كتبت ــ د. نعمة الله عبدالرحمن
د. محمد نصر

خلف باب عودة العقول المُهاجرة قصص وأحداث ومواقف نسجتها خبرات وصقلتها المهارة قيمة وقدرا، ويظل الانتماء وحب الوطن البوصلة التى تجذب تلك العقول المُهاجرة إلى أرض الوطن. ومن أبرز العائدين، الدكاترة محمد نصر محمد السيد وهو المصرى الوحيد الذى عمل 15 عاماً فى هيئة الطاقة الذرية الفرنسية والحاصل على درجتى دكتوراة من فرنسا.

يحكى دكتور محمد نصر لـ «الأهرام» ذكرياته، فيشير إلى أنه قد أُسند إليه عمل خبير فنى فى عمليات التفتيش التى تقوم بها وزارة الصناعة الفرنسية على المنشآت النووية. كما تم اختياره للعمل خبيرا لتمثيل فرنسا فى اللجنة المُنبثقة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لوضع معايير الأمان للمُفاعلات على مستوى العالم.

كان الدكتور نصر قد حصل على جائزة الدولة التشجيعية فى العلوم الهندسية عام 1992، وفى استعراض تاريخه العلمى نجد أن نبوغه قد ظهر منذ حصوله على المركز الأول على مستوى محافظة الإسكندرية فى الشهادة الإعدادية عام 1958، وهو يُعد ضمن الدفعة الأولى لخريجى قسم الهندسة النووية بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية. كما أنه ضمن الرعيل الأول للهندسة النووية بهيئة الطاقة الذرية، ومازال يُعطى خبراته لتلاميذه فى الهيئة من خلال عمله فى مجال المُفاعلات النووية.

وعن بدايات مشواره العلمى يقول الدكتور نصر: «حصلت على درجة الماجستير من كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية، وكان المُشرف على رسالتى الدكتور يحيى المشد، بعدها سافرت إلى فرنسا للحصول على دبلوم فى هندسة المُفاعلات لأنال المركز الأول بين جميع الفرنسيين».

وكانت هذه تحديدا بداية مسيرته العملية، إذ عرض عليه مسئولو هيئة الطاقة الذرية الفرنسية العمل. وهذا الأمر أتاح له الحصول على أولى درجات الدكتوراة، وتناولت الرسالة تغيير بعض خواص المواد المستخدمة فى المفاعل لمواكبة استخدام نوع جديد من الوقود حينذاك.

ثم كانت الدكتوراة الثانية التى كانت تستهدف إضافة مواد معينة، مثل السموم المحترقة، لإطالة عمر الوقود المستخدم فى المفُاعلات النووية.ويعلق دكتور نصر على هذه الرحلة الثرية، قائلا: «الحياة العملية فى فرنسا تُعطى قيمةٌ عالية للعمل، لذلك فور قبولى العمل فى هيئة الطاقة الذرية الفرنسية طلبوا منى وضع تصور للمسكن الذى أُفضل العيش فيه، وذلك باعتبار أن الراحة النفسية والاستقرار فى السكن والإقامة يتبعهما تركيز عال فى العمل، لذلك كانت الهيئة توفر مبنى كبيرا يُعد سوقا عظيما متكاملا فيه كل البضائع من ملابس وطعام وسيارات، لتوفير وقت ومجهود العاملين فى الهيئة حرصاً على قيمة العلم والعلماء».

ويتذكر الدكتور نصر أنه بعد اتفاق الرئيس محمد أنور السادات (1918- 1981) مع الرئيس الفرنسى جيسكار ديستان (1926- 2020) على تولى فرنسا إنشاء محطة نووية فى مصر لإنتاج الكهرباء، كان ذلك تمهيدا للقاء مهم عقده. فيحكى: «جاء المهندس ماهر أباظة وزير الكهرباء وقتها وطلب مقابلتى فى باريس وبصحبته الدكتور على الدين هلال، والدكتور على السيد لأكون ضمن الفريق المصرى الذى يحضر المقابلات بين الخبراء المصريين والفرنسيين ولكن بعد فترة تعثر المشروع ولم يتم تنفيذه، وبعدها طلب الرئيس السادات من خبراء هيئة الطاقة الذرية فى مصر إنشاء مركز الأمان النووى وهو ما اشترطته الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أجل إدخال تكنولوجيا الطاقة النووية فى مصر، وكان الدكتور فوزى حماد يُعد لإنشائه وطلب منى العودة لمصر بهدف المشاركة فى إنشاء مركز الأمان النووى (الذى تحول لهيئة الرقابة النووية والإشعاعية حالياً) وذلك فى ثمانينيات القرن الماضى، فمصر لديها خبراء وتشارك فى الحضارة الغربية بقوة من خلال علمائها فى كل المجالات».

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق