اتجاهات
سر السعادة!

لا أتذكر أننى تابعت تراجعا سريعا ونفيا قاطعاً واعتذارات شديدة من جهات رسمية مثل تلك التى صاحبت نشر أحد الفنانين صوراً له على حسابه بوسائل التواصل تظهر حصوله على شهادة الدكتوراI الفخرية من المركز الثقافى الألمانى الدولى فى لبنان مصحوبة بصور له مع بعض الفنانين اللبنانيين معلقاُ: (شكراً معالى وزير الثقافة اللبنانى ونقيب الموسيقيين ونقيب الممثلين على منحى الدكتوراه الفخرية فى التمثيل والأداء الغنائى وشكرا المركز الثقافى الألمانى فى لبنان على منحى لقب سفير الشباب العربى) .

فقد كانت هذه الصور القليلة والجمل القصيرة كفيلة بإشعال استياء عام وتوجيه انتقادات حادة فى وسائل التواصل الاجتماعى، نالت من الجهة المانحة والشخص الذى تم تكريمه، مذكرين ببعض سلوكياته السلبية خاصة مع الطيار الذى تسبب فى فصله من عمله ورفض إعطاءه التعويض المادى الذى حصل عليه من المحكمة!.

ولم تمر سوى ساعات قليلة على هذا الغضب الشعبى حتى وجدنا السفارة الألمانية فى القاهرة تصدر بياناً تنفى فيه وجود أى علاقة بين الحكومة الألمانية وما يسمى بالمركز الثقافى الألمانى فى لبنان .. تبعه تصريح من وزير الثقافة اللبنانى أوضح فيه أن وزارته لم تتدخل فى انتقاء المكرمين من قبل لجنة الجائزة التى يمنحها المركز ولا تعرف المعايير التى على أساسها اختاروا المكرمين .. كذلك مجلس إدارة المركز فى بيان له أنه قرر سحب شهادات التكريم التى منحت لهذا الفنان وتقدم بالاعتذار إلى الشعب المصرى وحكومته وجيشه لتكريم هذا الفنان.

القصة وتداعياتها لها أبعاد ودروس، لعل أهمها أن الثروة الطائلة.. وامتلاك السيارات الفارهة والقصور والفيلات الفخمة .. والحصول على ألقاب الملك والبرنس والأسطورة ليس كافياً ولا يحقق السعادة .. وإنما يسعى الإنسان للحصول على ما لا يملكه حتى لو لم يكن أهلا له .. وتبقى القناعة والإيمان هما سر السعادة ومفتاح الأمان.

[email protected]