رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

تطهيرنا من الفكر الإرهابى واجب وطنى

تتوالى ردود الأفعال المختلفة على ما أثرته فى هذا المكان حول المعركة الدائرة الآن داخل مجمع اللغة العربية ضد سيطرة أتباع الفكر الإخوانى الذى أسقطه الشعب منذ ٣٠ يونيو ٢٠١٣، فيكتب أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة الدكتور سعيد توفيق الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للثقافة، مقالا كاشفا فى جريدة الأخبار بعنوان: (أزمة فى بيت الخالدين.. المجمع فى مواجهة الجماعة)، يصف فيه الموضوع بأنه بالغ الأهمية، ويقول إن المجمع (منقسم الآن بين فئة علمية تقدمية وجماعة تقليدية رجعية، وليس بخاف على أحد من المثقفين أن المجمع العريق يعانى منذ عقود طويلة من هذه الأزمة لأن من ينتمون إلى جماعة الإخوان بالفعل أو بالهوى اعتادوا المحاباة الصريحة لمن هم على شاكلتهم من الأهل والعشيرة بصرف النظر عن الكفاءة والأهلية العلمية، وهو ما يفسر لنا السبب فى انتماء أشخاص بعينهم إلى عضوية المجمع رغم أن هناك قامات أدبية وعلمية تفوقهم كثيرا لا يمكن حتى طرح أسمائهم للترشح لعضوية المجمع). ويتفق الدكتور سعيد توفيق مع ما طرحته من ضرورة تعيين عدد من المثقفين المستنيرين بالمجمع لمعادلة الأغلبية الظلامية الحالية، تفاديا لاستمرار سيطرتها على نتائج أى انتخابات قادمة، وذلك أسوة بما حدث عام ١٩٤٠ حين صدر مرسوم ملكى بتعيين بعض كبار مثقفينا من أمثال طه حسين ومحمد حسين هيكل وعباس محمود العقاد وتوفيق الحكيم ومحمد عبدالقادر المازنى، والذين شهد المجمع على أيديهم عصره الذهبى، ويؤكد الدكتور سعيد توفيق فى مقاله إن المجمع لن يتمكن من الاضطلاع بمهامه فى ظل تشكيله الحالى (من دون دفعة قوية من القيادة السياسية تستعين بالمختصين الثقات فى إعادة هيكلة هذا المجمع وتحديد آليات وظيفته ومعايير ترشيح أعضائه).

من ناحية أخرى أعرب الباحث الكبير الدكتور أسامة الغزالى حرب فى عموده كلمات حرة فى الأهرام منذ أيام عن قلقه على مجمع اللغة العربية قائلا أنه يتابع أوضاعه منذ شهر نوفمبر الماضى، كما كتبت لى الدكتورة منى مكرم عبيد والأستاذ الدكتور عبدالمنعم طه المهندس يؤيدان الدعوة لضرورة إعادة النظر فى الوضع الحالى للمجمع، وأرسل لى الأكاديمى الدكتور محمد مدكور، وهو نجل الرئيس الأسبق للمجمع الأستاذ الدكتور إبراهيم بيومى مدكور يدعو وزير التعليم العالى القدير الدكتور خالد عبدالغفار لضرورة تعديل اللائحة الحالية للمجمع على وجه السرعة بما يسمح بضم كبار المثقفين لعضويته، مشيرا إلى ما قام به وزير النقل على سبيل المثال من تعديل بعض القوانين واللوائح البالية مما (مكنه خلال أسابيع معدودة من هدم صنم من أصنام التخلف والمتمثل فى قانون العمل الذى أضحى يحمى البليد والمرتشى والمخرب من موظفى الدولة) على حد قوله. ثم يقول: ذكرنى مقالك الذى أشرت فيه إلى أن العضوية الحالية للمجمع ليس بها مسيحى واحد، ولا امرأة واحدة، بمحاولات الوالد -المتكررة- لدعم ترشح كل من الدكتورة سهير القلماوى والكاتبة بنت الشاطئ لعضوية المجمع إبان رئاسته له...دون جدوي!، وكتب الدكتور أحمد مجدى حجازى أستاذ الإجتماع السياسى بجامعة القاهرة وعضو المجلس الأعلى للثقافة: (إن تطهير الفكر واجب وطنى، وترسيخ الهوية الوطنية شرف إنسانى، مما يتطلب اتفاقا جمعيا وشعبيا فى سبيل التخلص من الإرهاب الفكرى). مؤكدا إن (إنقاذ المجتمع من تلك الجماعات الإرهابية يعد عدالة دستورية فى مسار التقدم والقفز نحو الرقى، حفظنا الله من هذا الفكر المعوج وشروره). كما كتب لى الصديق القيادى الوفدى والوزير السابق منير فخرى عبدالنور يقول: (أشكرك على تناولك باهتمام شديد أزمة مجمع اللغة العربية- بيت الخالدين- فالموضوع مهم وحساس وأتمنى ألا يسفر عن مواجهة مع الأزهر الشريف. فالأزهر- الجامع والجامعة- يرى أنه مسئول عن الحفاظ على اللغة العربية ونشرها فى العالم وقد اضطلع بالفعل بهذه المهمة عبر تاريخه الممتد. لقد نجح مجمع اللغة العربية بتشكيله منذ إنشائه فى أن يمثل ائتلافاً مصرياً ودولياً ضم المهتمين باللغة العربية والمدافعين عنها إلا أن هذا الائتلاف ينهار للأسف فى ظل حالة الاستقطاب التى نعيشها). وكان الدكتور سعيد توفيق قد أشار فى مقاله إلى ما وصفه بأنه (الأكذوبة التى يتم الترويج لها، وهى أن حارسى اللغة العربية هم الدراعمة)، ومع احترامنا للأزهر الشريف من ناحية ولدار العلوم من ناحية أخرى، ولسائر الجهات المعنية بلغتنا مثل أقسام اللغة العربية وآدابها بمختلف جامعاتنا، فإن المهمة الأولى التى يوليها الدستور لمجمع اللغة العربية هى الحفاظ على اللغة العربية، أى أن مهام المجمع هى فى الواقع تكليف دستورى. على أن لغتنا العريقة ذات الثراء النادر، أكبر وأشمل من أن ينحصر الدفاع عنها فى إطار مؤسسة واحدة دون غيرها، وتعدد جهات الحفاظ عليها لا تناقض فيه، فهو يثريها ولا يضعفها، أما ما يضعفها حقا فهو خنقها داخل فكر التعصب والإرهاب الذى نتطلع إلى اقتلاعه بقانون جديد للمجمع يتماشى مع المتغيرات التى شهدها المجتمع بعد ثورة ٣٠ يونيو.

[email protected]
لمزيد من مقالات محمد سلماوى

رابط دائم: