رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الكاتبة والمترجمة حنان منيب: «وزير بدرجة غفير» حكايات طازجة تشتبك مع الواقع

حوار ــ صبرى الموجى
> حنان منيب

بعد إثرائها المشهد الثقافى الفرنسى بـ 16 كتابا بين الترجمة والإبداع، تطل علينا الكاتبة والمترجمة د. حنان منيب - سفيرة النوايا الحسنة أستاذ الأدب الفرنسى بجامعة السوربون والجامعات المصرية، والحاصلة على العديد من الأوسمة الرفيعة والميداليات لجهودها الثقافية من بينها وساما فارس وضابط الفرنسيان - بمجموعتها القصصية الأولى الصادرة باللغة العربية “وزير بدرجة غفير”، والتى تضم 15 قصة قصيرة وحكاية لا تخلو من الطرافة، وتُثبت مدى تمكن الكاتبة من البناء اللغوى للقصة القصيرة، واستخدامها بمهارة فائقة عناصر البناء الفنى مثل الاسترجاع، والاستباق، والإيقاع السريع من خلال أساليب سردية عدة كالمشهد والوقفة والتلخيص، والانتقال برشاقة من مشهد لآخر دون الإخلال بالسياق العام.. حول هذه المجموعة ورؤية الكاتبة للمشهد الثقافى يدور هذا الحوار:. 

 

 

 

«وزير بدرجة غفير».. عنوان يحمل علامات استفهام.. فهل وراءه هدفٌ سياسى.. وما هى فكرة المجموعة القصصية العامة ؟

لا يُمكن فصل السياسة عن عالمنا الاجتماعى والأدبى ومعيشتنا اليومية المزدحمة بالأحداث والوقائع سريعة الوتيرة، ومع ذلك فأنا لا أرى علامات الاستفهام التى أشرتم إليها، فباختصار .. واقع بعض المسئولين غير المؤهلين الذين اعتلوا مناصب قيادية لسبب أو آخر، يُلقى بظلاله على صفحات كتابى ليتحدث عن معاناة تلك الشخصيات التى تتسبب فى أضرارٍ للكيان الذى تحمله على أكتاف تنوء بثقله، فتتحطم آمالُهم وطموحاتهم على صخرة الطمع والجهل ثم الفشل، وقد استخدمت ضمير المتكلم لحرصى على إدخال القارئ فى التفاصيل التى أراها مهمة لرسم ملامح شخصية البطل، وهو ما ساعدنى فى إدخال القارئ لعالم البطل بالتدريج، ذلك البطل الذى تلقى مكالمة تفيد بأنه أصبح وزيرا، وعليه أن يستعد لحلف اليمين غدا، حيث سيتم تكليفه بالوزارة، التى لم أفصح عنها، ومن خلال مجموعة من المواقف يلاحظ القارئ مدى تهافت البطل، الذى يتمتع بقدر كبير من الغباء والتفاهة ويجيد أساليب متعددة من الفساد.

وجهة نظر نقدية

هذا بالنسبة للقصة الأولى.. وماذا عن بقية قصص المجموعة؟

هى مجموعة من المواقف الإنسانية والحياتية، تأتى فى صورة قصص وحكايات أبرز إبطالها من زوايا محددة، وأخضعهم للمعايير المثالية؛ لأستطيع تقديم وجهة نظر نقدية لبعض الشخصيات المصابة بأمراض اجتماعية تسيء للبشر، وللإنسان الطبيعى، والمجموعة كلها تحتل مساحة زمنية معاصرة، وترتبط بالأحداث المعيشة، وتشتبك مع الواقع؛ مما يجعلها حكايات طازجة ومؤثرة. 

تعتبر هذه المجموعة القصصية أول العناوين الصادرة لك باللغة العربية.. أسباب هذا التحول فى الكتابة؟

*الكاتبُ لا يتحول إنسانيا مع تحول كتاباته من لغة إلى أخرى، فهو يسعى دائما إلى تلبية ما يُمليه عليه خيالُه حال تدفق أفكاره ليصيغ ببلاغة مشاهد حياتية، أو ذكرياتٍ دفينة تُداعب قلمه، أو واقعا يقطر مرارة تسيل فى صورة حبر على ورق ليكون شاهدًا على ضميرٍ حى أو مشاعر مرهفة أو سخرية يداعب بها قراءه، وأيا كانت اللغة المكتوب بها الإبداع، فإن المهم هو الرسالة أو الهدف.

بصفتك مترجمة لها باع طويل .. يعتبر البعض أن الانفتاح على الآخر هو أول خطوة فى اقتلاع جذورنا ؟

أعترض وأتساءل : ولماذا لا يقتلع انفتاح الآخر علينا جذوره الغربية أو الآسيوية أو الأمريكية؟ وكيف يُمكن لتبادل الثروات الفكرية والنظريات العلمية والحوارات الثقافية أن تهدم هويتنا وتراثنا وانتماءاتنا الضاربة بجذورها فى عمق الأرض الطيبة التى حملتنا صغارا وأظلتنا كبارا؟ 

إن هذه المقولة المتداولة من أصحاب الفكر الأُحادى هى كمن يرى السماء برونقها الساحر وألوانها المبهجة من خلال ثقب إبرة.

وبنظرك ما هى فوائد الترجمة إلى الآخر؟

الترجمة إلى الآخر تساعد فى تصحيح المفاهيم المغلوطة عن ثقافتنا الشرقية، وديننا الحنيف، وترد على بعض الأقلام الحانقة التى تشوه صورتنا لدى الغرب، ومن ثم  فالترجمة إلى الغرب تحمل رسائل سياسية ثقافية للدفاع عن هويتنا الدينية والفكرية غير المتطرفة، فالترجمات تفتح نوافذ للغرب ليروا الوجه المضيء للعرب.

أسهم مشروع مكتبة الأسرة فى تكوين جيلٍ مثقفٍ من الشباب وانكمش دوره مؤخرا.. فهل ترين ضرورة لعودة هذا المشروع؟

وتيرة الأيام التى نُسابق بها الزمن للحاق بركب العالم من حولنا، تجعلنا أكثر نضجا وحكمة فى تناول المشروعات التى أثبتت نجاحات فى الماضى القريب، فلماذا الإصرار على العودة للخلف لاستنشاق بعض الهواء الذى كان صالحا فى زمانه ومكانه؟ 

ألا يجدُر بنا التجديد والتحديث بل والإبداع فى ابتكار مشاريع ثقافية تتناسب مع شباب ينتقل عبر الأثير بضغطة على زر واحد فيرحل على شاشة الكمبيوتر إلى فضاء لا نهائى، يغترف من الفن والثقافة والأدب والعلم ما قد لا تتحمله شهيته المعرفية الطامعة دوما فى المزيد.

المرأة وطريق الأشواك

تردد كثيرا تضييق الخناق على إبداع المرأة ودورها الثقافى.. ويأتى انتشار منيب وحصدها العديد من الجوائز وتوليها العديد من المناصب ليرفض هذه الأقوال ، ما تفسيرك لهذا القول ومدى صحته؟

كلما ضاق الخناقُ على مكتسبات المرأة التى تحصدها بجهد دءوب ومثابرة حديدية، يتفاجأ الجميع أن نهاية ألم المخاض تحمل حياة جديدة وأملا سعيدا وأُفقا رحبًا لمزيد من النجاحات والإبداع فى كل المجالات. 

فالأشواك التى تُلقى أحيانا فى طريق المرأة قد تُدمى أقدامها ولكنها لا تمنعها عن السير قُدُمًا لتحقيق هدفها وتولى المناصب القيادية وحصد الجوائز الدولية.   

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق