رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بالعقل
لا تقطع أذنك!

يحكى أن أحد الملوك تأخرت زوجته فى إنجاب ولى العهد، وحين حملت طار الملك فرحا وأخذ يعد الأيام لمقدم الأمير، وعندما وضعت الملكة وليدها كان المولود بأذن واحدة، انزعج الملك لهذا وخشى أن يصبح لدى الأمير الصغير عقدة نفسية تحول بينه وبين كرسيّ الحكم فجمع وزراءه ومستشاريه وعرض عليهم الأمر، فقام أحد المستشارين وقال له الأمر بسيط أيها الملك اقطع أذن كل المواليد الجدد وبذلك يتشابهون مع سمو الأميرُ، أعجب الملك بالفكرة وصارت عادة تلك البلاد أنه كلما وُلد مولود قطعوا له أُذنه وما إن مضت عشرات السنين حتى غدا المجتمع كله بأذن واحدة، الى ان حضر شاب إلى المملكة وكان له أذنان فاستغرب سكان المملكة من هذه الظاهرة الغريبة وجعلوه محط سخرية وكانوا لا ينادونه إلا( ذو الأذنين) حتى ضاق بهم ذرعا وقرر أن يقطع أذنه ليصير واحدا منهم.

السؤال.. هل يمكن لمجتمع ما أن يكون معاقا بالكامل؟ نعم لقد حدث هذا آلاف المرات فى تاريخ البشرية، وكانت حكمه الله أن يرسل الأنبياء ليصححوا إعاقات المجتمعات الفكرية والسلوكية والدينية، اما الآن وقد انتهى عهد الرسل والأنبياء من ننتظر أن يخلصنا من عاداتنا السيئة ومعتقداتنا المغلوطة، العالم حولنا يتحرك بسرعة الفيمتو ثانية أحداث كثيرة ومتلاحقة هنا وهناك.

القيادة السياسية والجهاز التنفيذى يواصلان الليل بالنهار للنهوض بالدولة وللأسف المواطنون تركوا أعمالهم ومسئولياتهم، وأصبح كل ما يشغل بالهم كيف أخذ الزمالك الدورى بمجهوده ولا كوسة ومجاملة وهجوم من هنا وسب من هناك، وتحولت السوشيال ميديا الى ساحة حرب بين مشجعى الفريقين وأن المشجع اللى مش هيقطع أذنه ويدافع عن فريقه ويهاجم الفريق الآخر «غالب أو مغلوب» صح أو غلط ستلفظه جماعته ويصبح غريبا وكأنه آخر دورى وستلغى المسابقة من القاموس الرياضي.

عفوا الخطأ يبقى خطأ ولو فعله كل الناس، والصواب يبقى صوابا ولو لم يفعله أحد، نصيحة لا تقطع أُذنك ليرضى عنك الناس إذا كنت على يقين أنك على صواب فلا تتنازل عنه لإرضائهم إذا كانوا لا يخجلون بخطئهم فلم تخجل أنت بصوابك ؟.


لمزيد من مقالات إيمان عراقى

رابط دائم: