رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الإنترنت والتجربة الصينية

تقدر الإحصاءات الرسمية، عدد مستخدمى الإنترنت فى الصين، بأكثر من 989 مليون مواطن، وهو رقم يفوق بكثير، إجمالى عدد سكان دول الاتحاد الأوروبى الذى يضم نحو 28 دولة مجتمعة، إذ لم يزد تعدادهم حسب الاحصائيات الصادرة فى عام 2019 على 513 مليون نسمة، ثلثهم تقريبا من الالمان والفرنسيين والانجليز، قبل أن تعلن بريطانيا انفصالها رسميا عن الاتحاد، بعد نحو نصف قرن من التئامه، كأول منظمة أوروبية وحدوية فى التاريخ الحديث.

ويقول الصينيون، إن عدد مستخدمى الهاتف المحمول فى بلادهم، يقترب من المليار مستخدم، وأن أكثر من نصف هذا الرقم يستخدم شبكة الإنترنت، التى بلغت جملة اقتصادها فى السنوات الأخيرة، نحو عشرة بالمائة من إجمالى الناتج المحلى الصينى كله، وهو ما يتجلى فى نجاح شركات الانترنت المحلية، فى الفوز بأربعة مقاعد بارزة، فى القائمة التى تضم أقوى عشر شركات عالمية للانترنت، على مستوى القيمة السوقية، وفى مقدمتها المتجر الالكترونى الشهير «على اكسبريس»، أحد أكبر منافسى «أمازون» الأمريكى، فى خاصية الشحن الدولى الى مختلف انحاء المعمورة.

وتغطى شبكة الالياف الضوئية، مساحات شاسعة من الصين، للدرجة التى أصبح معها الدخول الى شبكة الانترنت، عملية فى غاية السهولة، حتى لسكان القرى الأشد فقرا، وهو الأمر الذى فتح الباب واسعا، أمام ممارستهم مختلف ألوان التجارة الإلكترونية، التى قفزت مبيعاتها الريفية عبر الإنترنت، خلال العام الماضى فقط، الى نحو 1.79 تريليون يوان صينى، فالإنترنت فى الصين لم يخلق للرفاهية فقط، وإنما للعمل قبل كل شيء.

ومنذ ظهوره فى الصين قبل سنوات بعيدة، والدولة تفرض رقابة صارمة على شبكة الإنترنت، ضمن خطة تطلق عليها، جدار الحماية العظيم للصين، وفى سبيل نجاحها فى تنفيذ تلك الخطة، حظرت مئات المواقع، واستبدلتها بأخرى وطنية، فما يقدمه جوجل من خدمات، يقدمه ويزيد عليه محرك البحث الوطنى بايدو، ومنصة الوسائط الاجتماعية وى شات، هى البديل الأمثل لـفيس بوك وانستجرام وواتس آب مجتمعين، وهو ما جعل التجربة الصينية فى التعامل مع الانترنت، ملهمة لكثيرين، وكاتب هذه السطور من بينهم، بينما ينظر اليها آخرون، باعتبارها نموذجا للتضييق على الحريات الشخصية، وهو التضييق الذى بلغ قبل أسابيع، حد حظر مئات من المواقع الالكترونية، التى تبث أغانى الكاريوكى، التى تحظى بشعبية كبيرة بين الشباب فى الصين، نظرا لما تحتويه تلك الأغنيات حسبما تقول الحكومة، من معان عنيفة، أو تحرض على الكراهية، مشيرة الى أنها سوف تخضع كل من يضبط بتداولها أو أدائها فى الحفلات العامة، للمساءلة القانونية.

ويتابع المرء المحتوى الذى تبثه العديد من مواقع التواصل الاجتماعى فى مصر، وما يحفل به سوق الغناء الآن من كوارث، تحت مسمى أغانى المهرجانات، فيقول فى نفسه وهو مطمئن الضمير: الصين حلوة.


لمزيد من مقالات أحمد أبوالمعاطى

رابط دائم: