يتجه هذا الأسبوع ما يزيد على 118 ألفا من طلاب المرحلة الأولى لتنسيق القبول بالجامعات للتقديم للكليات والمعاهد العلمية العليا التى يريدون الدراسة فيها...ولأنهم أصحاب أعلى «المجاميع»، فإنهم إذن الأكثر حرية فى الاختيار، وهم الذين سوف يتجه إليهم هذا الحديث! وهنا يبرز سؤال، وهو: كيف يختارون دراساتهم ، مابعد الثانوية العامة، والتى سوف تحدد إلى حد بعيد مستقبلهم...؟ وإجابتى هنا اوجهها للآباء والأمهات ...مثلما أوجهها للطلاب أنفسهم...فى عدة نقاط . أولها، هل هناك اختيار وتفضيل مسبق، للطالب نفسه أو حلم يريد تحقيقه، أم أن هذا الأمر غير واضح عنده؟ إذا كانت له رغبة و اختيار وحلم فهذا شىء رائع، والأروع منه أن مجموعه سوف يمكنه من تحقيقه. أما إذا لم تكن له أو لها رغبة محددة فهذا فى تقديرى أمر سلبى، ولكن يبرز هنا دور هام للوالدين فى مساعدة ابنهم على الاختيار...ليس على أساس مايريدون هم ولكن على أساس استكشاف سليم لرغبته هو.
النقطة الثانية، تتعلق بالاختيار المسبق أو الحلم ...وهنا تبرز عدة عوامل. فبعض الطلاب يختارون طبقا لما هو شائع من انطباعات أو أوهام ...فهناك مثلا وهم الإعلام، والذى يجعل الآلاف من طلاب الأدبى بالذات يتجهون لدخول كليات الإعلام على أمل أن يكونوا نجوما على الشاشة الصغيرة، وهناك بالنسبة لطلاب القسم العلمى وهم الطب، على اساس جاذبية المكانة الإجتماعية المميزة «للدكتور» ...وهكذا. ولكن الواقع يقول مثلا إن الإبداع والتفوق فى ميدان الإعلام لا يرتبط بدراسة الإعلام، وإن صعوبة وطول مدة دراسة الطب تؤدى إلى تعثر غير القادرين على تحملها، مهما كان مجموعهم فى الثانوية العامة. ماهو إذن المعيار الأولى بالأخذ به..؟ إنه فى تقديرى أن «يحب» الطالب نوع الدراسة المقبل عليها، وأن يكون له أمل أو حلم يرغب فى تحقيقه من دراسته، ولكن الأمل والحلم غير الوهم. إننى أعلم أن هذا كلام نظرى إلى حد ما، ولكنى أتصور هنا دورا أساسيا للوالدين وأولياء الأمور يا حبذا لو يقومون به بتعقل وحذر!
Osama
[email protected]لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب رابط دائم: