رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

سيناريوهات مجهولة بعد طالبان

فى مشهد سينمائى ودراماتيكى نقلته شاشة الواقع شهد العالم هذا الانهيار وتهاوى الجيش الأفغانى أمام حركة طالبان التى دخلت قصر الرئاسة فى كابول، بعد واقعة خروج 10 آلاف سجين من داعش وتنظيم القاعدة من سجونهم، لتدخل مع تلك الأحداث أفغانستان من جديد إلى كهف المجهول الذى عاشته سنوات طوال وباتت الأوضاع فيها مفتوحة على سينايورهات عديدة واحتمالات لكل شيء. ويظل أبرز ما يؤكده هذا التحول فى بلد محورى مثل أفغانستان حتى الآن، هو فشل الولايات المتحدة على مدى عشرين عامًا فى تنفيذ ما وعدت به من إقامة نظام سياسى ديمقراطى وجيش قوى وقوات أمنية قادرة على مواجهة سيطرة طالبان على أفغانستان، كما فشلت الدول الغربية والاتحاد الأوروبى فى إعادة الحرية لأفغانستان فكانت النتيجة ما شاهده العالم من انهيار الجيش الأفغانى وعدم صموده أمام طالبان التى احتلت أفغانستان قبل خروج أمريكا التى يمثل لها هذا الواقع أكبر صدمة فى المنطقة.

غير أن الأمر قد يخلو من أى صدمات أو مفاجآت بالنسبة لأمريكا التى خرج رئيسها بعد هذه الوقائع ليقول أنفقنا 3 تريليونات دولار فى أفغانستان ولن نقاتل نيابة عن الجيش الأفغانى، فهل تذكرت أمريكا الآن أنها لن تحارب نيابة عن أحد أو تدعى أنها تحارب الإرهاب وتحاول تخليص الدول من شيطان هو صنيعتها، ولعلنا لسنا بعيدين عن ما حدث بالعراق الذى لم يتعافَ جراء التدخل الأمريكى فى شئونه، بحجة محاربة الإرهاب وإعادة الإعمار، فكانت سببًا فى وجود تنظيم داعش الإرهابى، الذى تربى قادته داخل السجون الأمريكية، وتم إطلاق سراحهم بعد ذلك لتنفيذ مهام تخدم المصالح الأمريكية فى العراق والمنطقة، وصولًا إلى الشرق الأوسط الجديد والذى لن يحدث إلا بالفوضى الهدامة كصناعة أمريكية بامتياز، فأمريكا تصنع التنظيمات الإرهابية، وتمدها بالسلاح، ثم تبيع الأسلحة للجيوش النظامية لمواجهة هذه التنظيمات، فتنشط تجارتها فى السلاح وتروج فى هذه المناطق. لتبقى التساؤلات حول مستقبل أفغانستان مطروحة بلا إجابة، فقد كان هذا البلد قبل 20 عاما منبعا للإرهاب الدولى ونشر الفكر المتطرف ومأوى لعتاة العنف، فماذا إن تم تسليمها من جديد إلى طالبان؟ وما الذى يجب على العالم فى هذا الشأن؟ لأن طالبان من المتوقع أن تسعى لاستعادة نشاطها من جديد، فعندما حكمت أفغانستان من قبل قامت بكسر التماثيل التاريخية ومنع خروج المرأة دون النقاب وتوقيع عقوبات قاسية عليها وغلق مدارس الفتيات وغيرها من أعمال العنف والتخلف وَفق ما تؤمن به وتعتنقه من فكر إرهابى متطرف لا يمت للدين بشيء.

لا شك أن النتائج المترتبة على سيطرة طالبان على أفغانستان يسوق عددًا من السيناريوهات التى قد تكون مستهدفة من الولايات المتحدة بتركها الساحة لحركة طالبان، من بينها وجود كتلة نار مشتعلة فى المنطقة، وسوف يؤدى استيلاء طالبان على الحكم فى أفغانستان إلى تداعيات أقرب إلى الكارثة،على مستوى الاقتصاد الدولى وخريطة السياسة الدولية، لذا على العالم العربى والغربى أن يتحد لوأد هذا الشيطان الذى سيسعى إلى سفك الدماء وإعلاء راية الباطل باسم الدين. ولعل مشهد هروب الأفغان فى مطار كابول وتشبثهم بأى فرصة للفرار من قبضة طالبان المتطرفة بمثابة درس لنا جميعًا بالالتفاف حول جيشنا وقيادتنا السياسية، فوجود جيش وطنى قوى وشعب مؤمن بوطنه لا تفت عضده طائفية أو عرقية أو عنصرية يعنى وجود الأمن والأمان.


لمزيد من مقالات د. خالد قنديل

رابط دائم: