رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أمريكا تعيد طالبان من جديد

لا أحد حول العالم يصدق أن الولايات المتحدة الأمريكية. لم تكن على دراية كاملة بمخطط عودة طالبان من جديد، لتستولى على أفغانستان، ولكى تعيد إنتاج هذا البلد ليكون الحاضن الرئيسى لكل التنظيمات الإرهابية وللهاربين من بلادهم... والسيناريو نفسه الذى حدث خلال الثمانينيات والتسعينيات، وحتى 2001، عندما تحولت أفغانستان إلى المركز الأول الذى ضم كل الجماعات الإرهابية من الإخوان والقاعدة وغيرهما، الذين عادوا إلى أوطانهم للتفجير والإرهاب... وعاشت مصر فترة صعبة مع عودة من اطلقنا عليهم حينها، «العائدون من أفغانستان» وهؤلاء الذين نفذوا أول عمليات إرهابية باستخدام سيارات مفخخة، وبالريموت كنترول، وعملية انهيار الجيش الافغانى الذى دربته الولايات المتحدة طوال 20 عاما وانفقت 88 مليار دولار على التدريب والتسليح، كانت علامة استفهام حول تسليم الجيش نفسه وأسلحته لحركة طالبان بمنتهى السهولة، ودون إطلاق رصاصة واحدة والجنود الأمريكان يراقبون عن بعد، ولا يتدخلون، وهو ما يكشف عن أن هناك سيناريو أعد له بعناية من جانب المخطط والمدبر، ومن يريد إعادة عقارب الساعة للوراء، بعد إفشال خططهم وإسقاط من صنعوهم ودربوهم على خطف الدول وتنفيذ مؤامرة الخراب فى مصر وغيرها.

منذ عام 2001 وعقب قيام تنظيم القاعدة، الذى انطلق وخطط من الأراضى الافغانية فى ظل حكم طالبان بقيادة الملا محمد عمر، لأكبر هجوم إرهابى استهدف الدولة العظمى فى عقر دارها، وكانت ضربة موجعة استهدفت مركز التجارة العالمى والبنتاجون، وشنت الولايات المتحدة مع التحالف الدولى من حلف الناتو حربا لاحتلال أفغانستان، وانفقت طوال العشرين عاما تريليونا و200 مليار دولار، وهذه الارقام والاحتلال انهار خلال 60 يوما على يد طالبان.

وعند دخولها العاصمة كابول، عمت الفوضى وسارعت الدول الغربية جميعها فى عملية إجلاء غير مسبوقة لكل دبلوماسييها ورعاياها، وحتى الافغان ممن تعاملوا معهم كمترجمين أو عملاء، وأصبحت الإدارة الأمريكية بقيادة جو بايدن فى مرمى الهجوم، وأنها السبب وراء الهزيمة المذلة للجيش الأمريكى، وهى تماثل مع ماحدث فى حرب فيتنام، لكن غاب عن هؤلاء ما قامت به الإدارة الأمريكية من الجلوس مع ممثلى طالبان فى الدوحة طوال العامين الماضيين رغم أن الحركة على قائمة الإرهاب الأمريكية والدولية، وكان ذلك أمرا غير مفهوم، عن الجلوس مع من تصفهم أمريكا بأنهم السبب فيما جرى قبل 20 عاما بالهجوم عليها فى عقر دارها.

فإن ما يجرى حاليا وجرى طوال الاسابيع الماضية يظهر الهدف الحقيقى من دعم أمريكا لعودة طالبان من جديد حتى تظل المنطقة العربية ووسط آسيا بؤرتين مشتعلتين طوال الوقت، واستقطاب فلول التنظيمات الإرهابية من شمال سوريا وتركيا والعراق و «داعش» والقاعدة والإخوان.. واعادة تجميعهم مرة ثانية واستخدامهم فى التوقيتات المحددة ليكونوا ورقة ضغط على الدول المجاورة لأفغانستان مثل روسيا والصين، وحتى إيران مع انتقالهم للدول العربية، وقد عشنا وتابعنا نفس هذا المخطط من قبل بأشخاص مختلفين.

ما حدث فى 2011 أعطى الشعب المصرى حصانة ووعيا جعلهم يواجهون هذا التآمر على وطنهم، وثاروا فى 30 يونيو، والتى كانت على عصابة الإخوان، ومن يقف خلفهم، وأصبح الجميع اليوم على دراية كاملة بقراءة المشاهد الحالية فى أفغانستان ، لندرك أن أمريكا تبحث عن مصالحها دون النظر لحقوق ومعاناة الشعب الأفغانى الذى ينام الآلاف منهم اطفالا ونساء وشيوخا فى الشوارع تحت سمع وبصر العالم الذى يتحدث عن حقوق الإنسان، ما يجرى فى أفغانستان ليس بعيدا عن دولنا العربية بالكامل، فالدولة العظمى قررت الانسحاب من أفغانستان، وتركها لطالبان والعراق، وربما من بعض دول الخليج العربى والهدف هو زعزعة استقرار المنطقة والعمل على إحداث مزيد من التوتر، والمقبل هو الأخطر....!!..


لمزيد من مقالات أحمد موسى

رابط دائم: