التساؤلات كثيرة.. وربما تكون الإجابات التى تحمل معلومات دقيقة حاليا شحيحة، والسؤال الأهم: لماذا طردت أمريكا جماعة طالبان من الحكم فى عام 2001.. ولماذا انسحبت فى 2021 من أفغانستان لتعود طالبان بعد ان أنفقت واشنطن مليارات من الدولارات فى غزو أفغانستان وتسليح وتدريب القوات الأفغانية ومقتل المئات من الجنود الأمريكيين فى محاربة طالبان فضلا عن أكثر من 200 ألف أفغانى !!
من المؤكد أن هناك أسرارا كثيرة بشأن رحيل أمريكا من أفغانستان وتركها لجماعة طالبان، وان هناك هدفا استراتيجيا آخر للولايات المتحدة، فهل هو العمل من اجل إسقاط النظام فى إيران، أم تحجيم النفوذ الصينى المتزايد فى آسيا، أم التصدى لنفوذ التحالف الروسى الصينى فى الشرق الأوسط وآسيا؟!
من الواضح ان المفاوضات الأمريكية مع طالبان والتى جرت لعدة أعوام فى قطر تم الاتفاق خلالها على العديد من البنود السرية، على رأسها، رحيل القوات الأمريكية بـ «سلام» مقابل عدم معارضة واشنطن عودة طالبان للحكم شرط ألا تصدر الإرهاب الى الولايات المتحدة والغرب، وربما يفسر ذلك السرعة التى رحلت بها القوات الأمريكية والسرعة التى استولت بها طالبان على الحكم وعدم معارضة الغرب العودة شرط ألا تقيم طالبان «إمارة إسلامية»!
والواقع أن الولايات المتحدة احتلت أفغانستان فى 2001 بحجة محاربة الإرهاب وجماعة بن لادن وطردت طالبان من الحكم، غير أن أفغانستان ظلت صريعة الحرب الأهلية ولم تعرف الاستقرار ولا السلام على مدى ال 20 عاما الماضية حتى خرج الأمريكان وتركوا البلاد على شفا حرب أهلية جديدة تحت حكم طالبان!
وغزت أمريكا العراق فى عام 2003 تحت ذريعة ثبت كذبها هى امتلاكه أسلحة الدمار الشامل، ودمرت البلاد ونشرت فيها الفوضى والفساد ورحلت وتركتها فى أيدى الميليشيات الإيرانية !
ومن قبل دخلت الصومال ونشرت فيه الفوضى ورحلت وتركته فى حرب أهلية شبه مستمرة! وهكذا.. فهل تفعل ذلك عن جهل بالجغرافيا السياسية وثقافة المنطقة أم انه أمر مقصود ومخطط له؟!
لمزيد من مقالات منصور أبو العزم رابط دائم: