رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

شباب مصر .. درة تاج الوطن و نبض قلبه

ظل تمكين الشباب حلما يراود سواعد الفتية الذين يمثلون أكثر من ٦٠٪ من شعب مصر، حتى جاء الرئيس عبد الفتاح السيسى ليحول الحلم إلى حقيقة عبر سلسلة من المبادرات والمشروعات والقرارات غير المسبوقة، بدايةً من البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب مروراً بمؤتمرات الشباب ومنتديات شباب العالم، والاكاديمية الوطنية للتدريب، وتعيين معاونين ومساعدين للوزراء والمحافظين من الشباب، وتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، ودعم وصول أكبر عدد من الشباب لمجلسي النواب والشيوخ، والاستعانة بالشباب المتطوع للمساهمة فى تنفيذ مبادرة حياة كريمة، وصولا إلى اتحاد شباب الجمهورية الجديدة. منذ اللحظة الأولى لتوليه الحكم راهن الرئيس السيسى على الشباب، مؤكدا إيمانه الكبير وثقته المطلقة وقناعته التامة بأن الشباب هم كلمة السر لعالم أكثر استقراراً وسلاماً، وأن شباب مصر جدير بتحمل مسئولية البناء والتعمير والعبور إلى المستقبل، وتأهيلهم للقيادة ببرامج وأساليب علمية، ومساعدتهم على تحقيق حلم التمكين تشريعياً وتنفيذياً وفى جميع مناحي العمل العام، والاستماع لأفكارهم وآرائهم وتحويلها إلى واقع تستفيد منه مصر فى كل المجالات. وعندما يحتفل العالم الآن باليوم العالمى للشباب لابد أن نتذكر اللقاءات المباشرة للرئيس السيسى مع الشباب من خلال المؤتمرات الوطنية للشباب التى بدأت في أكتوبر ٢٠١٦ بشرم الشيخ بمشاركة مجموعة كبيرة من الشباب يمثلون كل شرائح وقطاعات الشباب المصري من طلاب الجامعات والرياضيين والمثقفين والإعلاميين والأحزاب والمحافظات، واستمرت على مدى سنوات لتشكل ملتقى للحوار المباشر بين الدولة المصرية ومؤسساتها المختلفة والشباب المصري الواعد الذي يطمح في مستقبل أفضل لوطنه من خلال رؤية وطنية وتخطيط علمي وحوار بناء. إن التجربة المصرية فى تمكين الشباب تقدم نموذجاً يُحتذى به للعالم أجمع، خاصة أنه وفق بيانات الأمم المتحدة، يعيش في العالم ١٫٨ مليار شاب تتراوح أعمارهم بين ١٠ و٢٤ عاماً، يواجهون تحديات هائلة مدفوعة بالعولمة والتكنولوجيات الجديدة والتشرد وتأثير تغير المناخ وأسواق العمل المتغيرة باستمرار. وبالإضافة إلى ذلك، فإن أكثر من خمس الشباب خارج منظومة العمل أو التعليم أو التدريب، ويتأثر ربعهم بالعنف أو النزاع المسلح بشكل ما، كما تصبح ملايين الفتيات أمهات بينما لا يزالن أطفالاً، وعلى الرغم من أن الشباب يشكلون مصدرا كبيرا للابتكار والأفكار والحلول، ويدفعون بقوة نحو التغييرات في مجال التكنولوجيا والعمل المناخي وغير ذلك، فإنهم في كثير من الأحيان يستبعدون من برامج التنمية، وفقا للبيانات الصادرة عن الأمم المتحدة. ولذلك فإن التجربة المصرية تشكل سبقاً عالمياً كبيراً فى هذا المجال، خاصةً أنها تقوم على إستراتيجية وطنية شاملة تشكل خريطة طريق لجميع الأطراف المعنية بالتعامل مع الشباب، فهناك جانب يتعلق بعمليات التأهيل الفكري والعملي للشباب ليكون قادراً على القيام بالدور المنوط به، بدأه الرئيس عبد الفتاح السيسى بإعلان مبادرته للبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة في نهايات عام ٢٠١٥، بهدف إعداد قاعدة واعدة من الشباب وتأهيلها للقيادة كي تكون قادرة على تولي المسئولية وتحمل مهام العمل السياسي والإداري والمجتمعي بالدولة، وذلك من خلال إطلاعها على أحدث نظريات الإدارة والتخطيط العلمي والعملي بحيث تتمرس على تطبيق الأساليب والطرق الحديثة بكفاءة عالية لمواجهة المشكلات التي تحيط بالدولة المصرية، وتكون نواة حقيقية لمجتمع يفكر ويتعلم ويبتكر.  ويهدف البرنامج كذلك إلى إيجاد كفاءات شبابية ذات وعي وطني عميق وإدراك شامل لما يواجهه الوطن من تحديات وفرص، يتم ضخها في شرايين القطاع الحكومي وغيره من القطاعات التي تسهم في بناء الاقتصاد الوطني، وتطورت الفكرة بشكل أعمق من خلال إنشاء الأكاديمية الوطنية للتدريب التى تقدم برامج مختلفة تُلبي احتياجات جميع القطاعات بالإضافة إلى تدريب الشباب الإفريقى أيضا.

ثم يأتى المحور الثانى فى التجربة المصرية، بتشجيع الشباب على الانخراط فى الحياة السياسية ودعم قدراته، عبر تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، واتخاذ الدولة عدة إجراءات مهمة، منها خفض سن الترشيح لمجلسي النواب والشيوخ، وتشجيع الأحزاب على ترشيح أكبر عدد ممكن من الشباب والمرأة على قوائمها الانتخابية، وكذلك الاهتمام بوجود الكوادر الشبابية ضمن المعينين بالمجلسين، وكان من نتيجة ذلك ارتفاع نسبة الشباب والمرأة فى البرلمان المصري بغرفتيه بشكل غير مسبوق فى تاريخ مصر، وبالتالي مشاركة شبابية ضخمة فى عمليات الرقابة والتشريع تنعكس بشكل إيجابي ملحوظ على أداء البرلمان. ولا تتوقف التجربة المصرية الرائدة فى تمكين الشباب عند حد تأهيل وإعداد الكوادر الشبابية وتشجيعها على الانخراط فى العمل السياسى والبرلمانى فقط، ولكن تخطو خطوة كبيرة لإكساب الشباب الخبرة العملية ودفعه للعمل على أرض الواقع وتحمل المسئولية، عبر تعيين عدد كبير من الشباب الأكفاء للعمل معاونين ومساعدين للوزراء والمحافظين وعديد من الوظائف التنفيذية، إلى جانب توفير كل سبل الدعم والنجاح للشباب الراغب فى العمل الحر بمساعدته فى إقامة المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر، فكانت الخطوة لاستحداث لجنة المشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصِغر بمجلس النواب للمرة الأولى في الفصل التشريعي الأول. وفى هذا السياق لا يمكن إغفال الحديث عن الدور الشبابى المهم فى مشروع حياة كريمة للريف المصرى، ذلك المشروع الرائد الذى سيغير وجه الحياة فى القرى والنجوع، فقد وجه الرئيس السيسى منذ بداية العمل بالمشروع بإتاحة الفرصة أمام الشباب خاصة من المحافظات المستهدفة بالمشاركة فى التنفيذ، وتطوع آلاف الشباب بوقتهم وجهدهم فى مجالات متعددة ، منها المتابعة الميدانية والتسويق والإعلام والتوعية المجتمعية والتدريب والتأهيل والخدمات الطبية والتنمية الثقافية ومحو الأمية والشئون البيئية وغيرها من المجالات التى يحتاج إليها هذا المشروع الضخم وتساعد أهلنا فى ريف مصر على الحياة الكريمة. ولم يكن تكريم الرئيس السيسى أبطال مصر الرياضيين فى الأوليمبياد بإطلاق أسمائهم على بعض المشروعات القومية إلا جزءا من التجربة المصرية الرائدة فى تشجيع وتمكين الشباب، والتى مازال فى جعبتها المزيد لتقدمه إلى درة تاج الوطن ونبض قلبه.


لمزيد من مقالات د. جهاد عامر

رابط دائم: