محمية «وادى الجِمال» فى مرسى علم، هى بمثابة قطعة من الجمال الخالص الربانى تبدو وكأنها لوحة تزين ساحل البحر الأحمر ومساحتها تعدت الـ 9 آلاف كيلومتر، تحتضن بيوت الدلافين فى «صمداى» شمالاً وجنوباً عند «سطايح»، ولها ولأهلها حكاية يرويها الدكتور محمود صابر، رئيس المحمية، ويصفها بأنها قطعة من أرض مصر المتميزة تزدان بحوالى 35 موقع غطس عالمياً ، بجانب شاطئى «القُلعان» و«رأس حنكوراب»، وهما ضمن أفضل 30 شاطيء على مستوى العالم.
ولذلك كان، وفقا لشرح الدكتور صابر، لجوء الدلافين للمحمية من وضع صغارها وسط الشعاب المرجانية بمنطقة «سطايح» لحمايتها من تهديد أسماك القرش. وتصل أعداد الدلافين فى «سطايح» إلى أكثر من 130، فضلا عن 50 دولفين فى «صمداى» المقابلة لمدينة مرسى علم. وتزيد المحمية الفريدة على ذلك كله بأنها تضم عدة جُزر مثل «أم الشيخ» و«السيال»، و«شواريد»، و«محابيس»، و«وادى الجمال».
وتعتبر المحمية منطقة مفُرخات للطيور المائية مثل خُطاف البحر وخُطاف بحر قزوين والعُقاب النسارى والنورس الأبيض وصقر الغروب الإفريقى، كذلك تنتشر بالمحمية النباتات الملحية وشجر الآراك والأتل والدوم .
وبين الدروب الجبلية للمحمية والشريط الساحلى تقع غابة صغيرة تتميز بتُربتها المُنداة بالمياه وأشجار النخيل والدوم والطيور المنتشرة، والتى يصفها أيمن القرباوى، المتحدث الإعلامى باسم المحمية، بأنها «دلتا وادى الجمال» وهى تقع عند مصب الوادى وتُسمى المروحة الفيضية، حيث إنها تكونت من رسوبيات السيول، فباتت ذات تربة خصبة. وعلى أطرافها الساحلية، تتناثر أشجار المانجروف التى تتغذى على المياه المالحة وتحولها إلى مياه محلاة فى بذورها التى تتغذى عليها الحيوانات والطيور.
ولهذا الجمال حراسه، وهم سكان المحمية المحليون، والذين يوضح أيمن القرباوي، أنهم أفراد «قبيلة العبابدة»، والتى تنتمى إلى الصحابى الجليل الزبير بن العوام، ويصل تعدادهم إلى حوالى 10 آلاف نسمة. وتنقسم القبيلة لعدة بطون، كل بطن لها شيخ ويكون شيخ مشايخ القبيلة هو صاحب سلطات التواصل مع الجهات الحكومية. وتكون المجالس العُرفية، وجلسات العرب مُلزٍمة الأحكام لكل السكان الذين يُعتبرون حُراسا للبيئة ومكونات المحمية، حيث تتوافر لديهم خبرة التعامل مع الحيوانات البرية ومعرفتهم بأماكن النباتات. وهكذا أصبح «العبابدة» الأكثر دراية بأماكن تسلق الجبال ورحلات السفارى ومشاهدة النجوم وأماكن استخراج حجر الزمرد.
لذلك رجل الدليل البيئى له دور كبير فى المحمية ، وعادة الخروج عن قواعد الحفاظ على المحمية يقع تحت طائلة المجلس العُرفى الذى يفرض عقوبات مالية قد تصل إلى 10 آلاف جنيه ، لذلك فإن 70% من العمالة بالمحمية من قبيلة العبابدة ذات التاريخ الطويل فى حفظ البيئة واحترامها.
ومن عادات القبيلة، وفقا للقرباوي، إعداد طعام السلات ، وهو عبارة عن طهى اللحم المشوى على الحجر الساخن، وتوزيعه على الفقراء تقرباً إلى الله من أجل إنزال المطر والمن بالخيرات، كذلك تُقدم الولائم فى حفلات الزواج التى تستمر لمدة 3 أيام وفى السابق كانت 7 أيام مع رقصات التربلة والسيوف فى أول يومين، والتنورة فى اليوم الثالث، ويكون المهر للعروس جملاً أو عدة خراف أو تقديم الأموال .
رابط دائم: