رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

نبئنى إن كان ذلك صدقا

عنوان المقال جزء من بيت شعر لطاغور، فإذا ما ذكرت الهند تاقت نفسى للحكمة وامتلأت روحى بتعاليم غاندى وأبيات طاغور وسناجبه وعصافيره التى كانت تجلس بين يديه من فرط سماحته، ووجدتنى أتجرد من متع الدنيا وأقف أمام الله روحا تتوق إلى اللقاء.

فالهند هذا البلد الساحر ظلم كثيرا ممن كتب التاريخ, فنبئونا إن كان ما وصلنا من تاريخ عنها صدقا أم كذبا؟! فولديورنت بعد سنوات عديدة يأتى ليكتب لنا أن أوروبا عندما كتبت التاريخ نسبته لليونان وأنها هى من حركت الأحداث وصورت الهند أنها مكان واسع تسكنه الوحشة (مباءة) حتى هاجر إليها الآرييون أبناء أعمام الأوروبيين حاملين معهم الفنون والعلوم ليغيروا معالمها ويحولوها إلى بلد يمتلئ بالحضارة والتنوير، ففى سنة 1924 ارتجت الدنيا باكتشاف جون مارشال، ور.دبانرجى مدينة موهنجو- دارو على الضفة الغربية من السند الأدنى، وقد أكدا أنها أقدم من أقدم مدينة عرفها التاريخ، كما أسفر البحث عن أربع أو خمس مدن أخرى بها مئات المنازل والدكاكين بنيت بالأجر بناء متينا، واصطفت على امتداد طرق واسعة حينا، وحارات ضيقة حينا آخر وهو ما يؤكد قيام حضارة بالغة الرقى خلال الألف الرابعة والثالثة قبل الميلاد وأنها مساوية للحضارة المصرية والبابلية الآشورية. كل هذا دار برأسى وأنا أتلقى دعوة المشاركة فى مهرجان الشعر العربى الأول بالهند عبر منصة زوم من الدكتور صابر نواس مدير أكاديمية التميز بالهند التى نظمت الفاعلية بالتعاون مع المركز الثقافى الهندى بالجامعة الملية الإسلامية بنيو دلهى وقسم اللغة العربية بجامعة مولانا آزاد الأردية الوطنية بحيدر اباد ودار النابغة للنشر بمصر. لقد كان المهرجان على مدى ثلاثة أيام شارك فيه: الشاعر حميد القاسم من العراق،وعادل خزام من الإمارات، وكاتبة هذا المقال، وشارك بالتقديم وإلقاء قراءات نقدية حول تجارب الشعراء النقاد والشعراء الكبار.د/ محمد بن جرش، ا/ شاكر نوري،د/ مريم الهاشمي، واد/صابرعبد الدايم اد/ شريف الجيار.لقد كانت سعادتى بالغة بالتحام كل تلك الثقافات العريقة والأقلام على أرض الديانة الأولى الإبراهيمية. ولم لا والهند لؤلؤة المعارف وتاج الحكمة وسماحة التعايش عكس ما يظهره لنا الغرب؟! لقد جمعنا الشعر لنكمل صورة اللغة العربية الجميلة بين ربوع الشرق الأقصى، فجزء من تعلم اللغة الالتحام بمنتجها، وليس أجمل من الشعر ليحمل هذا. وكانت سعادتى بالغة وأنا أقرأ أثر لقائى من أقلام الحاضرين من الأساتذة وطلاب العلم وخصوصا د/ مجيب الرحمن الذى كتب مقالا قال فيه: أحسست كأننا نبحر فى فضاء أميرة القوافى فنقف منبهرين، ولأول مرة وأنا الهندى القح فى تذوقه الثقافى أدرك قوة الشعر العربى ومدى تأثيره. هذا ما يفعله الشعر يربط الثقافات ويقيم عرى المحبة ويدافع عن القضايا الكبرى؛فقد أبيت إلا أن أنهى أمسيتى بقصيدة قمع الحرير التى تظهر مدى عمق ثقافة أبناء النيل وأحقيتهم فيه. فلينبئنى الآن ول ديورنت هل انتشرالإسلام والعربية فى الهند بحد السيف كما يدعي؟!.


لمزيد من مقالات د. شيرين العدوى

رابط دائم: