كانت ــ ومازالت ــ مؤسسة الأهرام عبر تاريخها الذى يمتد لـ 145 عاما رمزا ثقافية ومنبرا فكريا يدعم الفن والفنانين، فعبرا صفحاتها ظهرات ابداعاتهم، وزينت جدرانها لوحاتهم، كما زينت هى جدران الوطن وانارته وعيا.. وثقافة.. وفنا.
واحتفالا بمرور 145 عاما على تأسيس «الأهرام» نستعرض معكم كنوز الأهرام الفنية من الفن المصري الحديث ومقتنياته خلال مائة عام، والتي تعد إحدى كبرى المجموعات الفنية المعاصرة في مصر بعد المتحف القومي للفن الحديث، فاللوحات المعلقة على جدران صالات التحرير وفي مكاتب وممرات المباني هي المزج وحلقة الوصل بين القلم والفرشاة، بين عالمي الواقع التقريري والخيال المحلق، والإبداع اللفظي والبصري، بين الكاتب الصحفي والفنان التشكيلي.
كان هدف فكرة المقتنيات منذ البداية أن يكون «صحفى الأهرام» مختلفا عن غيره من أبناء المهنة، فهو يعيش حالة فنية من معايشة لوحات فنية وسماع أنغام موسيقية ــ حين كانت ألحان درويش والرحباني تصدح في كل الأدوار ــ قبل أن يتوجه لكتابة موضوعه أو تحقيقه أو مقاله الصحفي.
بدأ الأهرام مشروع الاقتناء منذ بداية ستينيات القرن الماضي على يد الأستاذ محمد حسنين هيكل وتوفيق الحكيم وكمال الملاخ.
وحدثت طفرة الاقتناء بعد هزيمة عام 1967، لرغبة «الأهرام» في مساعدة الفنانين على تخطي آلام النكسة وليتم عمل أكبر مجموعة جداريات في مصر لتعلق في كل أدوار المؤسسة والتي استكملت على مر السنوات والتجديدات حتى وصلت الآن إلى حوالي 1000 عمل فني بين جداريات عملاقة ولوحات ونحت وخزف.
وتضم المجموعة إبداعات وأجيالا من الفنانين المصريين بدءا من جيل الرواد في النصف الأول من القرن العشرين وحتى الآن ، من المدارس الكلاسيكية والتأثيرية والسريالية والنزعات التجريدية والواقعية الحديثة والواقعية الاشتراكية ، غطت لوحاتهم كل مناحي الحياة من التراث الشعبي والريف المصري والنوبة والتراث المصري القديم وجماليات الحروف العربية ،من تصوير إلى حفر ونحت وغيرها.
سيف وانلي - لوحة عشاء في المرسم
بداية من محمود سعيد وسيف وانلي ورمسيس يونان وفؤاد كامل وجمال السجيني وحامد عبدالله وتحية حليم وإنجي أفلاطون وحامد ندا وجاذبية سري وصلاح طاهر ونحميا سعد ورءوف عبدالمجيد ورفعت أحمد وجمال كامل وعبدالوهاب مرسي وعمر النجدي وفاروق حسني وفرغلي عبدالحفيظ ومصطفى الرزاز وناجي كامل وسيد عبد الرسول وجورج بهجوري وآدم حنين وأحمد عبدالوهاب و حسين الجبالي وكامل مصطفى وحسني البناني ومنير كنعان وسناء البيسي وأحمد فؤاد سليم وحسن عبدالفتاح وصبري منصور ومصطفى الفقي وأحمد نوار والسيد عبده سليم وصلاح عناني وإبراهيم الدسوقي وكوكبة من الفنانين لا يتسع المجال لذكرهم ،ولكن اخترنا لكم بعضا من كل تعبر عن مدارس فنية مختلفة من كنوز الأهرام.
صلاح عنانى ــ «100 سنة تنوير» أو «الخالدون»..ألوان زيت على ورق
حين تتجول في هذه اللوحة تستطيع التعرف على رموز التنوير من رجال الفن والموسيقى والسينما والأدب والمسرح عبر عنها الفنان بأسلوبه التعبيري المميز حيث صور المثقفين والممثلين أناسا بسطاء، نعم هم يشبهون توفيق الحكيم وأم كلثوم وعبد الحليم، لكنهم في اللوحات ناس بسطاء.
سيف وانلى ــ «عشاء فى المرسم».. ألوان زيت على هاردبورد
صور فيها الفنان نخبة من فناني الخمسينيات والستينيات كانوا على مائدة العشاء في مرسم الفنان سيف وانلي وقام الفنان برسم هذه اللوحة مباشرة بعد انصرافهم والتي تنم عن ذاكرة بصرية مثيرة للدهشة بأسلوبه التعبيري المنطلق.
لوحة ذات العيون العسلية - محمود سعيد
محمود سعيد ــ «ذات العيون العسلية».. زيت على كانفاس
تعد درة تاج مقتنيات الأهرام بلا منازع رسمها الفنان لبنت من بنات بحري اللاتي ألهمن الفنان السكندري بجمالهن الطبيعي وبشرتهن البرونزية ليبهرنا الفنان بدفء ألوان الوجه وشفافية الملابس في غطاء الرأس والفستان الأخضر الجنزاري مع ألوان الخلفية الرصينة.
مبني جريدة الأهرام في شارع الجلاء
رابط دائم: