رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كوفيد والعنصرية وأوجاع اللاعبين..
الوجه الآخر للأوليمبياد

أعد الملف ــ هند السيد هانى ــ دينا عمارة ــ هدير الزهار

المشردون.. خارج الكادر!


عندما قامت السلطات اليابانية بطرد كوهى جينو من مركز الإيواء الذى كان يقطن فيه عام 1964، لتمهيد الطريق لبناء الاستاد الوطنى لأوليمبياد طوكيو، شعر جينو بالحزن الشديد آنذاك، لكنه فى نفس الوقت كان فخورا باستضافة بلاده لهذا الحدث التاريخى. ولكن عندما تم إجلاؤه مرة أخرى فى عام 2013، بعد أن تم عامه الثمانين، حتى تتمكن الحكومة من إعادة بناء الإستاد لدورة الألعاب الأوليمبية لعام 2020، كان الأمر بمثابة كارثة لمغادرة المكان الذى عاش فيه على مدى النصف قرن تقريبا. وما زاد الأمر سوءا، كانت «اللامبالاة» التى شعر بها جينو من قبل السلطات، حيث بدا الأمر وكأنهم يقولون: «نحن نستضيف الأوليمبياد، فلتبتعد من هنا»!.

لم يرغب جينو فى إقامة الألعاب الأوليمبية فى اليابان، معتقدا أن عواقب استضافة هذا الحدث وخيمة على مجتمع المشردين، فقد كان جينو شاهدا على طرد ما يقرب من 200 عائلة، العديد منهم من كبار السن، من مجمعهم السكنى بحجة أن هذا الإجراء هو جزء من جهد شامل للرعاية الاجتماعية لإبعادهم عن الشوارع وإيجاد وظائف ومساكن لهم. لكن جينو ورفاقه لم يروا الصورة بهذا الشكل، فهم كانوا على يقين بأنه حينما تصوب كاميرات الإعلام العالمى عدساتها تجاه طوكيو، فإن الحكومة تريدهم «خارج الكادر»، ليظهر فقط الجانب «المشرق» للمركز الحضرى الرئيسى لليابان، حيث الشوارع نظيفة وأضواء النيون ساطعة! يبدو أن إخلاء المشردين من الشوارع وإبعادهم عن الأنظار، كانت أولوية حكومية لدعم سمعة «حديثة» و«نظيفة» للدولة المضيفة، وكانت عمليات الإخلاء قد بدأت بالفعل فى عام 2016، وتم إخلاء خيم المشردين الذين يعيشون فى إحدى الحدائق القريبة ووضع حواجز حديدية منعا لوصولهم إلى المكان مرة أخرى. ورغم اندلاع العديد من الاحتجاجات ضد عمليات الإخلاء، لكن جميعها انتهت بلا جدوى، واضطر البعض إلى الذهاب لأماكن الإيواء التابعة للدولة، حيث يكتظ 5 أفراد فى غرف صغيرة جدا، بينما سارع البعض الآخر إلى مقاهى الإنترنت التى توفر ملاذا مؤقتا لهم، وهى عبارة عن أكشاك صغيرة يتم تأجيرها لساعات قليلة مقابل 1500 ين (حوالى 14 دولارا أمريكيا) تشمل الطعام والشراب والاستحمام، بجانب فرصة للدخول على الإنترنت مجانا.. ربما لمتابعة الأوليمبياد!

 

«العنصرية» فى أبهى صورها

«عليك بسائقى الجمال»، جملة خرجت بحماس شديد من فم باتريك موستر، المدير الرياضى للاتحاد الألمانى للدراجات، خلال تشجيعه أحد المتسابقين الألمان، كانت كفيلة بإحداث حالة من الغضب الشديد على وسائل التواصل الاجتماعى خاصة العربية منها، وذلك حينما صرخ موستر وهو يشجع المتسابق الألمانى نيكياس آرنت، فى أثناء مطاردته للجزائرى عز الدين لعقاب، والإريترى إيمانويل جيبرجزابير، قائلا: «عليك بهما، عليك بسائقى الجمال».

ورغم قيام موستر بالاعتذار لاحقا، مؤكدا أن لديه العديد من الأصدقاء من أصول شمال إفريقيا، لكن اعتذاره لم يكن كافيا، حيث كلفته هذه الصيحة العنصرية مغادرة الأوليمبياد والعودة إلى بلاده، بناء على طلب من مسئولى بعثة ألمانيا الأوليمبية. فى حين علق الدرّاج الجزائرى عز الدين لعقاب على عنصرية موستر عبر تويتر قائلا: «حسنا، لا يوجد سباق للإبل فى الأوليمبياد، لذلك أمارس رياضة الدراجات، وجئت إلى طوكيو لأنى تأهلت لهذا الاستحقاق». لم يكن هذا الموقف العنصرى هو الأول الذى تشهده أوليمبياد طوكيو، حيث تعرضت دورة الألعاب للجدل المبكر حول العنصرية قبل انطلاقها بأسبوعين، وذلك حينما وضع أحد فنادق وسط طوكيو لافتة داخل  أحد المصاعد وكتب عليها «المصعد متاح أيضا للنزلاء الأجانب، يُرجى تجنب الصعود مع النزلاء اليابانيين». وبحسب مسئولى الفندق، فقد تم وضع اللافتة بهدف فصل حركة ضيوف الأوليمبياد عن النزلاء الآخرين المقيمين بالفندق، لكن انتهى الأمر بحملة إدانة واسعة النطاق على وسائل التواصل الاجتماعي، لما وصفه البعض بـ «عنصرية» و«معادية للأجانب»، حتى أن أحد المستخدمين أشار إلى الحادث على أنه إحياء لـ «الفصل العنصرى، واضطر أصحاب الفندق إلى تقديم اعتذار عن اللافتة التى أزيلت منذ ذلك الحين.

وبينما كان الرياضيون الأوليمبيون يستغلون الحدث الرياضى للدفاع عن المساواة العرقية، كان المعلقون والمراقبون الأوليمبيون يفسدون الحالة المزاجية باستخدام الإهانات العرقية، فقد تم طرد معلق رياضى يونانى، لإدلائه بتعليق عنصرى على الهواء حول لاعب تنس الطاولة الكورى جيونج يونج سيك، فعند سؤاله عن مهارة لاعبى تنس الطاولة الكوريين، قال الضيف ديموثينيس كارميريس: «عيونهم صغيرة لذا لا أستطيع أن أفهم كيف يمكنهم رؤية الكرة تتحرك ذهابا وإيابا».

هذا التصريح العنصرى دفع بالتليفزيون اليونانى إلى إنهاء التعاون مع كارميريس، وأصدر بيانا قال فيه إن التعليقات العنصرية لا مكان لها فى التليفزيون العام».

 

«الجِراح».. ثمن النجاح


«من لا يملك الشجاعة الكافية لتحمل المخاطر لن يحقق أي إنجاز في الحياة».. تلك كانت واحدة من أبرز أقاويل الملاكم الشهير محمد علي كلاي، فالمخاطر التي يواجهها الرياضيون ليست بالهينة، بل يمكن رؤيتها بوضوح علي أجسادهم التي تحكى جروحها قصصا من العزيمة القوية والإرادة الحديدية والتدريب الشاق المضنى الممتد لسنوات، وإن لم يذهب هذا الجهد سدى، بل جعلهم مؤهلين للتنافس علي مرأى ومسمع العالم في مسابقات أوليمبية.

ولأن ما يعانى منه المتنافسون من آلام مبرحة لا يمكن رؤيته فقط من خلال قطرات العرق التي تنصب من علي جبينهم، فقد بادر بعض اللاعبين المشاركين في الأوليمبياد الحالية، بعرض صور لما أصابهم من جروح إثر التدريبات القاسية، لتعبر عن الثمن الباهظ الذي يدفعه المتنافسون أملا في الوصول لمنصة التتويج، وسعيا لنيل الميدالية الذهبية. ومن بين الذين شاركوا بصورهم، كانت لاعبة رفع الأثقال الفلبينية هيديلين دياز، التي استطاعت حصد أول ميدالية ذهبية أوليمبية لبلادها علي الإطلاق، حيث عرضت كفيها وهى ممسكة بالميدالية، وكأنها ترغب في بعث رسالة مفادها «لن تمسك يداك بهذه الميدالية إلا بعد أن تصاب بتلك الجروح والندبات»، وعلي خطي دياز، كشفت لاعبة الجمباز الكندية إيلي بلاك، عن صورة ليدها والدماء تسيل منها إثر تعرضها لجروح في أثناء التدريبات. ولم يقتصر نشر الصور علي المشاركين في الأوليمبياد الحالية، بل شارك أيضا أبطال سابقون، مثل بطل السباحة الهولندي مارتن فان دير، الذي شارك بصور لقدميه وكفيه وتبدو عليها التجاعيد الكثيفة عقب السباحة لمسافة 163 كيلومترا.

بينما أظهرت صورة بطل قيادة الدراجات الأمريكي جورج هينكابي، عروق ساقه البارزة والمنتفخة بشكل صادم، وكذلك كانت صورة قائد الدراجات النيوزيلندى جريج هاندرسون، التي بدت بها عضلة ساقه متضخمة وأوردتها منتفخة، إثر القيادة لفترات طويلة.

والواقع أن معاناة اللاعبين لا تقتصر علي الآلام الجسدية فقط، بل تصاحبها أعباء نفسية أيضا قد تفوق آلامهم الجسدية، لكنها مستترة غير مرئية، فلا يمكن تقديرها لاختلافها من لاعب لآخر، تتضاعف فور اختيارهم للمشاركة فى البطولات الدولية، لما ينبت داخلهم من شعور بأنهم باتوا مرآة لبلادهم يحملون علي عاتقهم رفع أعلامها وإدخال الفرحة إلى قلوب مواطنيها.. وقد سلطت الدورة الحالية الضوء علي الضغوط النفسية التي بات يعانى منها عدد كبير من اللاعبين، وما لها من آثار سلبية ومدمرة، مثل بطلة الجمباز الأمريكية سيمون بايلز، التي انسحبت من نهايات الجمباز، للتركيز علي صحتها النفسية، بعدما أقرت بالضغوط التي تعرضت لها قائلة: «أشعر حقا بأن حمل العالم كله ملقي علي كتفي».

 

لاعبات ضد التمييز

أصبحت الألعاب الأوليمبية مسرحا لاستعراض المواقف السياسية، بعدما سمحت اللجنة الأوليمبية الدولية ب«التعبير عن الرؤى» فى مسرح اللعب قبل بدء المنافسة، أو فى أثناء تقديم اللاعبين أو الفرق لأنفسهم. وبحسب القواعد الجديدة، فإن حرية التعبير عن الموقف السياسى مكفولة للاعبين ما لم تكون هذه الرؤى ضد شعب أو بلد أو منظمة أو مسببة للعطلة والمشكلات.

وقد اعتبر كثيرون عام 2021 فى الألعاب الأوليمبية عام المرأة، بعدما خطفت اللاعبات الأضواء على المسرح الدولى، بمناصرة المساواة العرقية أو الدفاع عن حق اختيار الزى المناسب للقيام بالألعاب.

وكانت القواعد القديمة تحظر التعبير عن أى موقف سياسى أو دينى أو عرقى فى أى موقع داخل المراكز الأوليمبية.

أما الآن فقد تألقت عدة فرق لكرة القدم النسائية، فى المطالبة بإنهاء التمييز العرقى، حيث قمن بالجثو على الركبة قبل بدء المباراة. ومن بين هذه الفرق: الأمريكية والبريطانية والنيوزيلندية والتشيلية. وتنقل شبكة «إن بى سى» الأمريكية، أن كرة القدم أصبحت تميل نحو إنهاء العنصرية التى تبدو منتشرة فى الرياضات المختلفة، وبالذات بين الذكور.

المواقف السياسية والاجتماعية للاعبات الأوليمبيات لم تقتصر على فرق الكرة، وإنما تصدت لها أيضا لاعبة الجمباز لوسيانا ألفارادو من كوستاريكا، التى احتجت على التمييز العرقى، من خلال توجيه التحية لحركة «حياة السود تهم»، حيث قامت بالجثو على ركبتها مع رفع قبضة يدها لأعلى قبل بدء عرضها. وتعد هذه السابقة الأولى فى استعراض موقف سياسى من خلال الجمباز. وامتد تأثير النساء القوى خلال الألعاب إلى تحدى القواعد الخاصة بالزى الأوليمبي، مثلما فعل فريق الجمباز النسائى الألمانى، الذى أصر على ارتداء زي يغطى كامل الجسد «يونيتارد»، بدلا من الزى المعتاد ال«ليوتارد». وعلى نفس النحو سار فريق كرة اليد النرويجى.

 

«سائق التاكسى».. أناقة وإحباط


بعدما انتهى من حلاقة ذقنه، ارتدى بدلته السوداء وأحكم رابطة عنقه ثم قام بتهذيب شعره برفق ونظف حذاءه حتى بات لامعا، وأخيرا ارتدى الجوانتى الأبيض ناصع اللون والقناع الخاص به، ثم استقل سائق التاكسي الياباني، يوكى كاواجوتشي، 26 عاما، سيارته السوداء اللامعة المزينة بشعار دورة الألعاب الأوليمبية 2020، لاستقبال زبائنه بهيئته الأنيقة وأسلوبه المهذب وابتسامته المعتادة، رغم ما يحمله من حزن وإحباط. فسائقو السيارات الأجرة تعرضوا لأزمات متتالية خلال الفترة الماضية، خاصة منذ بداية تفشي الفيروس ليس فقط لاختلاطهم الدائم بالزبائن، مما قد يعرضهم للإصابة بشكل أكبر، لكن أيضا بسبب قلة الزبائن وما يخلفه من ضيق الرزق.

وفور معرفتهم بإصرار الحكومة اليابانية علي إقامة الأوليمبياد، دبت السعادة في قلوبهم، حيث سريعا ما جاء في مخيلتهم مشاهد الجموع الكبيرة من الجماهير التى ستسعى للذهاب للاستاد، والتى ستريد العودة للفنادق أو الحصول علي جولات ترفيهية، وما سيدره ذلك عليهم من مال، إلا أنهم سرعان ما اصطدموا بحظر الجماهير من المتفرجين والمشجعين للمباريات الأوليمبية، حيث قررت الحكومة في البداية السماح بحضور 10 آلاف متفرج فقط، ولكنها تراجعت لتقرر عدم حضور الجماهير تجنبا لتفشى الفيروس.

ففي اليابان يوجد نحو 260 ألف سيارة أجرة، يوجد منها في طوكيو وحدها نحو 35 ألف سيارة، والتي تدار من قبل شركات كبري، يصل عددها لنحو 333 شركة. ويحاول السائقون تعويض خسارتهم المادية بسبب انخفاض عدد الركاب، بالعمل في نقل البضائع.

 

التمرد ضد كورونا


تستضيف اليابان نحو 15 ألف لاعب من مختلف أنحاء العالم داخل القرية الأوليمبية. ورغم الإجراءات الاحترازية المتبعة، فمن الصعب تجاهل الصدفة بين انعقاد الأوليمبياد وتضاعف حالات الإصابة فى البلاد، وبخاصة فى العاصمة طوكيو.

فقد حذرت السلطات من أن طوكيو فى اتجاهها نحو حالة «انفجار» العدوى بشكل غير مسبوق، وبدأ الأمر يؤثر على نظام الرعاية الصحية. ومع ذلك ترصد صحيفة «جلوب أند ميل» قصورا فى الشعور بالأزمة فى طوكيو ومدن أخرى تخضع لحالة الطوارئ بسبب الأوليمبياد. فرغم أن معظم العاصمة قد امتثل للقواعد، لايزال هناك عدد كاف من المعاقل التى تشذ عن القواعد.  فهناك مطاعم تظل تفتح أبوابها بعد ال 8 مساء، أما الحانات فتستقبل زبائنها حتى ساعات متأخرة. ويلقى البعض باللوم على الأوليمبياد فى تذكية روح التمرد بين اليابانيين على الإجراءات، بعدما رأوا سلطاتهم تقوم بتسهيل قواعدها من أجل استقبال آلاف اللاعبين. وبالفعل فقد تحدى مشجعو الحظر المفروض على الجمهور ووقفوا لمشاهدة سباقات الطريق. وتقول الصحيفة، إنه داخل وخارج المسابقات الأوليمبية، كانت السلطات تغض طرفها عن القواعد. فاللافتات داخل المسابقات تسمح بالتصفيق فقط محذرة من الهتاف أو الغناء، وهو ما لم يتم الالتزام به. حتى القيود التى تحد من حركة اللاعبين خارج مراكز المنافسة لم يتم احترامها بشكل كامل. والإجراءات التى تم اتخاذها إزاء المخالفين كانت قليلة.

 

«الفرار».. حلم يتبعه ندم

مثله مثل آلاف بل ملايين الشباب، راوده حلم الهجرة لبلد آخر يحمل له مستقبلا ومستوى معيشيا أفضل، لكن لاعب رفع الأثقال الأوغندى جوليوس سيكيتوليكو، لم يفشل في تحقيق حلم الهجرة فقط، بل وضع مستقبله الرياضي علي المحك، وذلك لأن الطريق الذي سلكه جعل «حلمه» غير مشروع.

فبعد وصوله اليابان، وقبل 7 أيام من بدء انطلاق الدورة الأوليمبية، فر اللاعب الأوغندى، من المعسكر التدريبي المقام في محافظة أوساكا اليابانية، تاركا خلفه رسالة مفادها أنه قرر ألا يعود لبلاده وسيستقر في اليابان بحثا عن عمل. وبعد رحلة بحث استمرت لنحو 4 أيام، تم العثور عليه في مدينة يوكايتشي بمحافظة ميه، ثم أعادته الشرطة اليابانية لموطنه، وعند عودته قالت الحكومة الأوغندية إنها ملتزمة بإعادة تأهيل سيكيتوليكو، 20 عاما، ليس فقط لإنقاذ مسيرته الرياضية، بل لمعرفة سبب هذا التصرف السيئ الذي لن يؤثر عليه وحده بل علي القطاع الرياضى بأكمله. وفور وصول سيكيتوليكو، تم اعتقاله من قبل الشرطة الأوغندية لاستجوابه، ثم تم إطلاق سراحه بشكل مؤقت لحين استكمال التحقيق معه بتهمة «الاحتيال علي بلاده»، وذلك بعد عودة مسئولي اللجنة الأوليمبية. وبينما يعتقد كثيرون أن سيكيتوليكو قد ارتكب جريمة في حق بلاده، يتعاطف معه آخرون ويجدونه انعكاسا لأحلام كثير من الشباب الذين يرغبون في الفرار للدول المتقدمة، بحثا عن مستوى معيشي أفضل. وتقول المشرعة الأوغندية، بيتي نامبزى: «اللاعب ليس مجرما بل إنه ضحية لوضع اقتصادي متدهور، لذا فهو يستحق التعاطف لا المعاملة القاسية».

فعقب مغادرة سيكيتوليكو بلاده للمشاركة في الأوليمبياد، علم أن أسرته، المكونة من والدته وزوجته الحامل في شهرها السادس، قد طردت من منزلهم المستأجر بسبب عدم دفع الإيجار. فعشق سيكيتوليكو للرياضة جعله لا يستطيع الابتعاد عنها، رغم أن والدته كانت تدفعه دائما للتخلي عنها، وتولي وظيفة لإعالة الأسرة. ونظرا للدعم المادي البسيط الذي يتلقاه كرياضي، فقد باتت الضغوط المادية تشكل عبئا كبيرا عليه، فهو لا يعاني من مشاكل عقلية - كما يتهمه البعض - بل من مشاكل اقتصادية.

لذا اندلعت موجة من التعاطف مع اللاعب في أوغندا، وذلك بتدشين وسم «نقف مع سيكيتوليكو لدعمه»، إلى جانب جمع الأموال له لمساعدته ماديا لتجاوز محنته، كما تم إعادة نشر صورة له وهو يرتدي جميع ميدالياته، التي فاز بها في البطولات السابقة، بهدف بعث رسالة للحكومة بأن سيكيتوليكو ليس مجرما بل رياضيا ضل طريقه.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق