رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حديث قلم
الكآبة التى تحاصرنا

فى زمن كورونا، يتساءل كثيرون وأنا منهم ما لهذه الكآبة التى تقيم فى بيوتنا وأعمالنا لا تغادرنا ساعة من النهار. تأتى الأعياد فلا تشعر بأى سرور فيها، تلتقى الأصدقاء بعد وقت طويل فيكون لقاء باهتا ورتيبا. تفشل دائما فى أن تجد وقتا كنت تستكثره قبل الوباء تفتش عليه فلا تجده، تنتظره كثيرا وحين تفشل تيأس.هذه الكآبة المستمرة توحى إلينا بأنها باتت قدرا محتوما خاصة مع هذا «الهالك الرجيم» فإن لم يصبك أو يقتلك أرسل إليك الاكتئاب ضيفا وصديقا.كآبة موت الأصحاب والأحباب. كآبة الشوارع والبيوت. كآبة الوجوه واختفاء الابتسامات.

منذ أيام قال لى صديق إن طبيبه أسر إليه أن عيادته صارت ممتلئة بمرضى الاكتئاب، الكل مكتئب وحزين بسبب هذا الكائن الذى لم يرحم كبيرا أو صغيرا. ما قاله الطبيب صدقت عليه الدراسات العديدة منذ ظهور هذا الوباء اللعين، قاتل البهجة والنفوس. فها هى دراسة رسمية حول الآثار النفسية التى خلفتها جائحة كورونا، «إن نحو 6 ملايين شخص فى الأردن، أى نحو 65% من السكان، أصيبوا بالاكتئاب والتوتر والهلع والعصبية المفرطة. كما تشير دراسة أخرى إلى زيادة فى انتكاسة الأمراض النفسية المشخصة مسبقاً، وزيادة فى حالات القلق بأنواعه والاكتئاب المتوسط إلى الشديد». ويؤكد ذلك مركز دراسات الكرب التالى للصدمة فى الولايات المتحدة فيقول: «إن الآثار السلبية للكوارث على الصحة النفسية تطال عددا أكبر من الناس وتدوم لفترات أطول بمراحل من أثارها على الصحة البدنية».


لمزيد من مقالات محمد القزاز

رابط دائم: