أن تكون صحفى حوادث فذلك أمر بالغ التشويق أحيانا وبالغ الخطورة أحيانا أكثر وتحديدا فى زمن مواقع التواصل والانتشار السريع للأحداث. ولا أدل على ذلك مما جرى للصحفى الهولندى بيتر أر فريز الذى توفى منتصف يوليو الجارى، متأثرا بالرصاصات التى أصابته إثر الهجوم الذى نال منه فى قلب أمستردام فى السادس من هذا الشهر. خبر الوفاة أثار وسائل الإعلام والجماهير فى عدد كبير من دول العالم على مدار الأيام الأخيرة. ولكن الجديد والمفزع أكثر من استهداف الصحفى الهولندى فى الرأس وفى وضح النهار، ما كشفته التحقيقات الأخيرة حول أن مهاجمى الصحفى كانا يعتزمان تصوير جثته وصراعه مع الموت حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة، على أن يتم بث التسجيل بشكل حى ومباشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وكشفت التحقيقات أن الصور المنقولة من كاميرات محيطة بموقع استهداف الصحفى، أن المهاجمين المرتبطين بأحد أكبر المنظمات الإجرامية، قد التزما ارتداء ملابس متطابقة والتزما كذلك بحمل هواتف محمولة فى وضع الاستعداد بما يوحى بأنهما يستهدفان تصوير الواقعة وبثها بشكل حي. وأكدت الصور أن المهاجمين ظلا فى محيط الحادثة يحاولان تصوير الواقعة وبثها، ولكن تدخل المارة ومحاولات إسعاف الصحفى الهولندى حالت دون مشروع البث الحى الذى كان سيزيد من ترويع الجريمة وآثارها على مختلف الأصعدة.
رابط دائم: