قال المصريون القدماء عن مصر (الباقية - المستقرة - السمراء - الخصبة)، وهى مصر التى ذكرت بالاسم فى الكتب السماوية، وأول دولة فى تاريخ البشرية وحدها مينا عام 3200 قبل الميلاد، وفى طيبة (الأقصر) حاليا كانت عاصمتها، وكانت مصر مطمعا للغزاة، ولكن لم يبق لهم فيها إلا قبورهم، وستبقى مصر إلى يوم الدين بشعبها العظيم وجذورها العميقة، فهى أول أمة فى التاريخ تعرف التوحيد قبل رسالات السماء، فعرف المصريون «التدين» وكانت القيم الأخلاقية الراقية من الثوابت التى يتمسكون بها وتكونت من تلك القيم الأعراف التى شكلت وجدان أبنائها استنادا إلى مرجعيات أصيلة وعريقة وسليمة، وقامت أقدم حضارة إنسانية علمت الدنيا، وهى التى تصنع التاريخ، والتاريخ يصنعها كما وصفها المؤرخ الكبير الراحل د. جمال حمدان.
إن ما تعرضت له منطقة الشرق الأوسط فيما سمى «الربيع العربى أو الشرق الأوسط الجديد» لم ينجح مخططوه فى الإضرار بمصر، فلقد كانت أهدافهم واضحة وهى تجزئة المجزأ، وتقسيم المقسم، ولم يدرك هؤلاء أنهم لن ينجحوا فى الإضرار بمصر التى اعتبروها الجائزة الكبرى، وأدركوا بعدها أن مصر لا تقبل القسمة ولا التجزئة.
ولقد تناسى أعداء مصر أنها وطن لشعب أصيل لديه عقيدة راسخة بأن أرضه مقدسة ودولته هى التى علمت الدنيا ماهية الدولة، وجيشها هو أول جيش فى التاريخ يتشكل من جند مصر خير أجناد الأرض، وهم فى رباط إلى يوم الدين، كما تناسى أعداء الوطن أن شعب مصر يتمسك بوحدته الوطنية وثوابته الوطنية، ولديه كتلة صلبة حاكمة ومتحكمة هى التى حافظت وتحافظ على وطننا العزيز.
محمد يوسف شعيشع
لواء بالمعاش
رابط دائم: