رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

شعب تونس.. و«إرادة الحياة»

ما نراه ونتابعه هذه الأيام ملخصه أن شعب تونس «أراد الحياة»، كما قال شاعرهم الكبير أبو القاسم الشابى.

ولم تكن الإجراءات التى اتخذها الرئيس التونسى قيس سعيد مؤخرا سوى خطوات طبيعية ومتوقعة لمعالجة أوضاع خاطئة، وإنقاذ البلاد من حالة ترد سياسى واقتصادى وأمنى كبير، تسببت فيه الحكومات المتعاقبة، منذ 2011.

ولم يكن هناك طرف مسئول عن هذه الأوضاع سوى البرلمان ورئيسه راشد الغنوشى، ورئيس الحكومة هشام المشيشى، وحركة «النهضة» التى تصدرت المشهد منذ ثورة الياسمين، وعليها الآن أن تتقبل حكم الشارع، بل تتقبل أيضا بعض ردود الأفعال الإقليمية والدولية التى لم تر فيما اتخذه الرئيس التونسى من قرارات «ردة» عن الديمقراطية، كما أشاع أنصار «النهضة».

على مدى سنوات، عانى التونسيون تزايد الأوجاع الاقتصادية، وتدهور مستوى معيشتهم، وارتفاع معدلات البطالة، وزاد الأمر سوءا مع وقوع هجمات إرهابية ضربت ما تبقى من مقدرات البلاد الاقتصادية، وخاصة قطاع السياحة، ثم جاءت أزمة كورونا المتصاعدة لتعمق جراح شعب لم ير فى تاريخه الحديث هذا الكم من الأزمات من حوله.

هل يعقل أن تكون تونس التى طالما تمتعت بواحد من أكثر الاقتصادات العربية تنوعا وحيوية، والتى وعدها قادتها بـ«النهضة»، مثقلة بديون تقترب من 36 مليار دولار، ومطالبة بسداد فاتورة ديون قيمتها ٥٫٤ مليار دولار العام الحالى وحده؟

وهل يعقل أن تكون جميع الأرقام السلبية اقتصاديا هذه قد تحققت فى عهد «الإخوان»؟

ألا يعنى هذا وجود شيء ما خطأ، أو ربما عدة أخطاء؟

كل ما هو مأمول، أن تساعد الإجراءات الأخيرة التى اتخذها الرئيس التونسى فى إعادة تصحيح الأمور داخليا، وإعادة الاستقرار السياسى والأمنى إلى ربوع البلاد الخضراء، وتنحية أولئك الذين تفرغوا للصراعات والتمكين والاستحواذ على أركان السلطة عن المشهد الوطنى، وتلبية طموحات الشعب التونسى فى أن يحيا حياة أفضل، ويتطلع إلى مستقبل واعد تستحقه بلاده.

كل ما نتمناه لتونس، ولشعب تونس، التصرف بحكمة، وتجنب العنف، وتبنى لغة الحوار، مع من يقبل الحوار، من أجل تحسين أوضاع البلاد، ورسم مستقبل سياسى واقتصادى وأمنى أفضل لهذا البلد، بعيدا عن أى ضغوط خارجية، أو تجاذبات محلية، ثبت عدم جدواها.

على شعب تونس أن يصر على موقفه فى «إرادة الحياة»، وحتما سوف «يستجيب القدر».


لمزيد من مقالات رأى الأهرام

رابط دائم: