رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

ريا وسكينة

بريد;

فى مثل هذه الأيام مائة عام عقدت محاكمة أطراف أشهر جريمة روعت الإسكندرية بصفة خاصة ومصر بصفة عامة فى الفترة ١٩٢0/١٩٢1 وكانت بطلتاها رَيَّا وسكينة وتشكيلهما العصابى الذى تخصص فى استدراج بعض النسوة وقتلهن بهدف الاستيلاء على حليهن الذهبية، وكانت أول محاكمة يتم فيها الحكم بإعدام سيدات، وكان من بشاعة تلك الجرائم أنها ألهمت العديد من صناع الفن لإنتاج نحو ١٢ عملا فنيا بين أفلام ومسلسلات ومسرحيات وأعمال إذاعية، وتراوحت بين الأعمال الجدية والكوميدية حتى ضرب بهم المثل فيمن يرتكب جرائم مفزعة تروع المجتمع، ومما ساعد على غموض تلك الجرائم أنها حدثت عقب الظروف الاقتصادية الطاحنة التى أعقبت الحرب العالمية الأولى (١٩١٤-١٩١٨) وانتشار الفقر والجهل والبطالة، كذلك صعوبة التعرف على معظم السيدات بسبب تشابه ملابسهن، فضلا عن عدم وجود بطاقات ثبوتية تحدد هوية كل شخص، ولم تكن الأعمال الفنية المشار إليها لمجرد التسلية وإنما كانت، بالأساس، لتنوير المجتمع وتصحيح بعض المفاهيم المغلوطة لدى الكثيرين، وأدى عرضها إلى إعادة النظر فى بعض القوانين خاصة ما يتعلق منها بالأحوال الشخصية على سبيل المثال، وإذا كانت تلك الأعمال قد تناولت وقائع حوادثها المؤسفة، فقد يكون مناسبا إنتاج عمل فنى آخر يتناول وقائع المحاكمة، ودفاع ودفوع أطراف القضية بمنهج محاكمة عصرى، وليكن بعنوان: «إعادة محاكمة رَيَّا وسكينة»، وذلك لترسيخ مفهوم أن الجريمة، مهما تكن، لن تفيد، وأن الجانى لن يفلت من العقاب مهما يطل الزمن. ومن الضرورى ترسيخ وعى المواطن بملاحظة أى ظاهرة أو عمل غير مألوف يكون ستارا لأعمال غير مشروعة، وأن يكون إيجابيا لا يلتفت إلى أى شائعات مغرضة، وأن يكون «كيّسا فطنا» ـ كما تقول الحكمة ـ فالحذر واجب فى بعض الأحيان، وكما يقولون فى الأمثال: «من مأمنه يؤتى الحذر».

محمد فكرى عبد الجليل 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق