رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«الكونت دى مونت كريستو».. بين الواقع والخيال

كتب ــ وسام أبوالعطا

فى تجربة صحفية جديدة، تقدم صحيفة «لوفيجارو» سلسلة من التحقيقات الشيقة ذات البعد الأدبى، التى تتناول المفارقات العجيبة والأصول الحقيقية الكامنة وراء أهم الروايات الفرنسية، التى كان لها أكبر الأثر فى توجيه الحركة الأدبية العالمية.

ومن أشهر الروايات التى تناولتها «لوفيجارو» بالتحقيق، كانت التحفة الأدبية: «الكونت دى مونت كريستو» للكاتب الفرنسى الكسندر دوماس (1802- 1870)، التى انتهى من كتابتها عام 1844، لتحقق بعدها شهرة كبيرة، ويتم اقتباسها فى صياغة عدد كبير من الأعمال السينمائية حول العالم.

وتعتمد الرواية الشهيرة على تيمة «الخيانة» و«الانتقام». وقد قدمتها السينما المصرية فى صياغة قريبة من الأصل الفرنسي، وذلك من خلال الفيلم الشهير «أمير الانتقام»، من بطولة النجم الراحل أنور وجدى (1904- 1955)، فى أحد أشهر أدواره: «حسن الهلالى».

كتب دوماس روايته بمساعدة ومشاركة من الكاتب المسرحى والروائى الفرنسى أوجست ماكيه (1813-1888)، لتدور أحداثها فى عصر القائد الفرنسى الشهير نابليون بونابرت (1769- 1821)، بعد أن تمت تنحيته عن الحكم ونفيه إلى جزيرة «آلبا»، بينما كان بطل رواية دوماس هو البحار الشاب «أدموند دونتس»، الذى تمكن رغم صغر سنه من قيادة السفينة التى كان يعمل عليها بعد وفاة قبطانها، مما دفع مالك السفينة إلى ترقيته، فأثار ذلك حقد وضغينة زميله «دانجلرز» ضده، فضلا عن غيرة صديقه «فرناند»، حيث كان الأخير يحب خطيبة أدموند وتدعى دونتس.

فيتفق دانجلرز وفرناند على الوشاية بأدموند بتهمة أنه موال للإمبراطور المعزول بونابرت، من ثم يتم القبض عليه وسجنه لمدة 15عاما، حتى يتمكن من الهرب بمساعدة زميله فى السجن، الذى يعطيه قبل وفاته خريطة ترشده إلى موقع كنوزه وأمواله بجزيرة «مونتى كريستو»، فيحصل أدموند على الكنز المدفون ويعود مرة أخرى إلى بلاده بهيئة جديدة، وينتقم ممن خانوه وسجنوه ظلما.

كان دوماس بعد أن قدم روايته الشهيرة «الفرسان الثلاثة»، يبحث عن موضوع لرواية لا تقل عنها أهمية، فوجد ضالته فى مذكرات مأخوذة من أرشيف باريس. وتدور هذه المذكرات حول قصة فرانسوا بيكود، وهو صانع أحذية شاب تم اتهامه بجريمة ظلماً وسجنه، ليقرر بعدها الانتقام ومعاقبة الخائنين. فتولدت لدى دوماس تيمة القصة الأساسية عن ضحية مؤامرة أدت به إلى السجن، يعود بعدها إلى الحرية ويتمتع بالثروة، التى تركها أحد زملائه السجناء للانتقام من أعدائه.

أما عن اختيار المكان، فقد قام دوماس عام 1842 برحلة فى البحر الأبيض المتوسط، اكتشف خلالها جزيرة قبالة «آلبا»، تحمل اسمًا شاعريًا ومثيرًا هو «مونتى كريستو»، حيث أثار سحر المكان خياله وتضافرت عناصر المكان مع فكرة المذكرات التى أطلع عليها، مما أثمر الرواية الرائعة، التى تنقل أبطالها ما بين «مرسيليا» إلى «باريس»، مع أحداث تجمع بين الرومانسية والخيانة والانتقام.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق