تناولنا فى بريد الأهرام ما يحدث من خلخلة التربة تحت عمارات الإسكندرية، وإليكم ما يلى:
أولا: من المعروف لدينا فى علوم الأراضى أن منطقة الساحل الشمالى الغربى من الإسكندرية إلى السلوم وليبيا وتونس عبارة عن هضبة جيرية مكونة من صخور كلسية هشة.
ثانيا: الأجانب مثل اليونانيين والإيطاليين، يعرفون هذه الحقيقة لأن كل شواطئ البحر الأبيض المتوسط شمالاً وجنوبا تحتوى هذه الصخور الكلسية الهشة، ولذلك حينما اعتمروا الإسكندرية أقاموا البنايات منخفضة ومتدرجة الارتفاع عموديا على البحر بما لم يزد على 4 أو 5 طوابق.
ثالثا: هذا الأمر حافظ على جمال الشواطئ، ورؤية البحر، والتمتع به.
رابعا: عشوائية البناء وجشع الاستثمار، حوّلا الشواطئ إلى جدر أسمنتية ممتدة، وصنعا سجنا لكل دواخل هذه الشواطئ.
خامسا: الأفجع من هذا كله، أنه لا توجد تقريبا فى مصر «مجارى سليمة»، وهناك تسريب لمياه مجارى تلك العمارات الضخمة، من الشبكات إلى تلك الصخور الهشة الكلسية، وبالتالى فإن ما بها من أحماض عضوية تتفاعل مع تلك الصخور وتنخر فيها، وليتنا نحلل أسباب سقوط وميول العمارات بفحص الأساسات، والتى أثق أننا سوف نراها متهالكة منخورة من تفاعل الأحماض العضوية مع الصخور الكلسية.
سادسا: هناك أمر خطير يتعلق بمياه البحر المالحة، حيث تحدث معظم الانهيارات قرب الشواطئ بسبب وجود مياه البحر المالحة التى تتفاعل ملوحتها العالية، والتى تصل إلى 45 ألف جزء فى المليون، مع تلك الصخور بفعل تأثير التركيز الملحى، فتزيد المشكلة.
سابعا: فعل ثقل الأحمال مع الزمن على تلك الصخور، فمن يدرس هذه الصخور الجيرية، يجد أنها مسامية «هشة» بحيث إن الاحمال عليها مع الزمن سوف تتفتت تحتها.
ونرجو الانتباه إلى ذلك فى أى منشآت ساحلية سواء فى الإسكندرية أو غيرها تحت نفس الظروف
د. صلاح يوسف عوض الله
أستاذ متفرغ بمركز بحوث الصحراء
رابط دائم: