شهدت امتحانات الثانوية العامة على مدار الأسبوعين الماضيين حالة من الجدل بسبب الشكاوى العديدة من صعوبة الأسئلة وأجمع غالبية الطلاب على ضيق الوقت وأن جميع الامتحانات كانت تحتاج وقتًا أطول للإجابة عن الأسئلة وكانت الشكوى المتكررة أن الأسئلة جاءت من خارج المنهج وتراكمية رغم تأكيدات الوزارة مرارا بأن الأسئلة تعتمد على فهم محتوى المنهج وليس نصا من الكتاب المدرسى أو المنهج الدراسى إلا أن توقعات المدرسين الخصوصيين والسناتر أطاحت بآمال الطلاب وجاءت أسئلة امتحانات هذا العام ضربة موجعة للمدرسين الخصوصيين ومذكراتهم .
ورغم أن الأسئلة وضعها خبراء من المركز القومى للتقويم والامتحانات لأول مرة من خلال بنك الأسئلة دون الاعتماد على مستشارى المواد كما كان يحدث سابقا وأن الأسئلة تراعى كل المستويات، وبنظام الاختيار من متعدد باستخدام البابل شيت وهى أسئلة فى ظاهرها السهولة وفى باطنها الدقة والتركيز فى الاختيار لتشابه الإجابات وهو ما أزعج بعض أولياء الأمور وادعوا أن الهدف من ذلك تقليل أعداد الطلاب الملتحقين بالجامعات لمصلحة الجامعات الخاصة.
تم استطلاع رأي عدد من أولياء أمور الطلاب، فأكدت ــ فريال أحمد ــ أن نظام الأسئلة الجديد لابد وأن يبدأ مع الطلبة من مرحلة «كى جى» حتى يتسنى لهم التعود عليه، وهناك أسئلة خارج المناهج ولم يدرسها الطلبة وهذا ما أثار غضبها، وتساءلت لماذا يسمح للطلبة باستخدام الكتاب المدرسى باللجان في حين أن الأسئلة من خارج الكتاب والمنهج .
وأبدت ــ ولي أمر طالبة ــ تخوفها من النتيجة قائلة إن ابنتها دائمة على مذاكرة المنهج من الكتاب المدرسي لكنها تخشى أن تتساوى مع أخريات لم يذاكرن من الأساس لأن الامتحان جاء من خارج المنهج والكتاب المدرسي فكيف للطلبة الإجابة عن أسئلة لم يدرسوها.
وأكد الدكتور حسن شحاتة، أستاذ المناهج وطرق التدريس بجامعة عين شمس والخبير التربوى، أن امتحان الثانوية العامة ثورة وثروة حيث أحدث نظام الأسئلة الجديد ثورة في مفاهيم التعليم وألغي التفوق الوهمي للطلاب الذين يعتمدون علي عادات الحفظ والتحصيل والتخزين ليحل مكانهم أصحاب التفوق الحقيقي الذين يعتمدون علي إعمال العقل في التفكير والفهم والتحليل والتفسير .
وأضاف أن الامتحان أفرز طلابا يمتلكون مهارات وقدرات ومتطلبات الجامعات من البحث والاستقلالية في انتقاء المعلومات والفرز والتصنيف والتوظيف حيث تعبر درجات الامتحان عن قدرات ومهارت حقيقىة لها رصيد ودلالة في مكتب تنسيق الجامعات والامتحان الجديد يقول وداعًا للدروس الخصوصية والسناتر والكتب الخارجية حيث تعتمد كلها علي الكتب المدرسية وامتحان الثانوية العامة يأتي من خارجها، إنه ثروة قوامها شباب جديد لجامعات جديدة في الجمهورية الجديدة.
وقال الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني لطلاب الثانوية العامة وأولياء أمورهم أتمنى من الجميع عدم وصف الامتحان بالسهل أو الصعب وعدم الحديث عما يتعلق بالمدد الزمنية للامتحان وما شابه لأن هذا الكلام يخص خبراء التقييم ولا يخص من يتم تقييمه أو أولياء الأمور.
وأضاف أن امتحانات الثانوية العامة في النظام الجديد يضع أسئلتها الخبراء وليس مستشاري المواد وذلك في منظومة محكمة بالتعاون مع كبرى المؤسسات الدولية لبناء بنوك أسئلة معيارية لها مواصفات دقيقة ومستويات صعوبة مدروسة ولها معايير دقيقة وليست مثل السابق .
وحول خوف أولياء الأمور من التنسيق قال شوقى إنه سيتم ترتيب الطلاب حسب المجموع الأعلى فالأقل ويعمل التنسيق بالاختيار من المجموع الأعلى إلى الأقل وكل ما نريد شرحه هو أن الهدف هو التمييز بالنسبة للآخرين وليس الحصول على ١٠٠٪ مثل الماضى.
رابط دائم: