مع شروق شمس الغد يكون قد مر على بزوغ فجر ثورة 23 يوليو 1952 تسع وستون سنة.. فماذا بقى من هذه الثورة المجيدة ياتري؟
الحقيقة أن ثورة يوليو قد بقى، وسوف يظل باقيا منها الكثير والكثير، ويكفى أنها الثورة التى أيقظت مصر من سباتها الذى امتد لقرون، كما ولابد من التذكير بأن ثورة الشعب فى 30 يونيو 2013، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، أتت على هدى من ثورة يوليو، واستمدت وهجها وحماسها وزخمها منها. ونعرف جميعا أن يونيو 2013 جاءت لتصحيح المسار، واستكمال مالم يتحقق بعد من مبادئ 23 يوليو.. فما هى تلك المبادئ؟
هنا يجب على الجيل الذى عاصر الثورة، وعاش أمجادها، واستمتع بإنجازاتها، أن يخبر الأجيال الجديدة بما كان حتى يستفيدوا ويسعوا لتحقيق مايجب أن يكون، إذ لا مستقبل لأمة تتغافل عن ماضيها. إن مبادئ يوليو، كما تعلمها جيل يوليو، هى (3 قضاء، و 3 إقامة). القضاء على الاستعمار وأعوانه ـ والقضاء على الإقطاع ـ والقضاء على سيطرة رأس المال على الحكم، ثم إقامة جيش وطنى قوى وإقامة عدالة اجتماعية ـ وإقامة حياة ديمقراطية سليمة.. فإذا نظرنا حولنا اليوم بعد 69 سنة من الثورة ماذا سنري؟ هل بقى الاستعمار أم نجحت الثورة فى إخراج آخر جندى بريطانى محتل من مصر فى 18 يونيو 1956، وذلك بمقتصى اتفاقية الجلاء فى 1954؟ نعم خرج الاستعمار.
.. فهل تم القضاء على الإقطاع؟
نعم.. وهل مازال بمصر إقطاع ظالم يسرق عرق الفلاح ويحرمه من قوت عياله أم أن الأرض تم توزيعها على مستحقيها فصاروا مالكين بعد أن ظلوا لمئات السنين أجراء؟ والسؤال.. هل قضينا على سيطرة رأس المال على الحكم؟ بالتأكيد.. وهل عندنا اليوم إلا رأسمالية وطنية شريفة تسهم فى تحقيق التنمية بنصيب وافر، وتعمل وفق قوانين حاسمة وضعها نواب الشعب بأنفسهم؟ أليس كل من يخالف هذه القوانين يلقى جزاءه العادل بمقتضى القانون؟
فإذا انتقلنا إلى بند الإقامة.. أليس لمصر الآن جيش هو من أقوى جيوش المنطقة ويحسب له الجميع ألف حساب؟ أليس يحمل أبطاله المغاوير أرواحهم فوق أكفهم حفاظا على أمن الوطن ضد أى إرهابى غادر تسول له نفسه الغدر أو الاعتداء؟
وبالنسبة للعدالة الاجتماعية هل أحوال المصريين الاجتماعية الآن هى هى كما كانت عليه قبل 70 سنة، من حيث التعليم والصحة وكرامة الإنسان والعدالة والمساواة؟ الإجابة لاتحتاج إلى بذل أى جهد. وتبقى الديمقراطية.. فهل ينكر ناكر أن ثمة خطوات جبارة قطعها الإنسان المصرى على طريق الديمقراطية، وأتت ثورة 30 يونيو لتحقيق المزيد من الخطوات؟.. إن ثورة يوليو المجيدة، وقائدها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، راسخان رسوخ الجبال فى تاريخ مصر المعاصر، مهما تطاول عليها الصغار، أو تخابث الخبثاء والمتآمرون أعداء الأوطان.
لمزيد من مقالات رأى الأهرام رابط دائم: