رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

من بينها « القلب يعشق كل جميل» و«إلى عرفات الله»..
الأغنيات الدينية إبداع عنوانه «السنباطى»

كتبت ــ دعاء جلال
> مسيرة فنية حافلة بين السنباطى وأم كلثوم

فى عام 1977 أعلنت منظمة اليونسكو والمجلس الدولى للموسيقى «فوز الموسيقار المصرى رياض السنباطى بجائزة أفضل موسيقى فى العالم، لأنه استطاع التعبير بلغته الموسيقية المشرقة الوضاءة عن مشاعر الشعب العربى وأفكاره وآماله فى كل مكان بأصالة متناهية قلما توافرت عند غيره»، ولأنها رأت أنه الموسيقى المصرى الوحيد الذى لم يتأثر بأى موسيقى أجنبية، واستطاع بموسيقاه التأثير على منطقة لها تاريخها الحضارى.

تلك الجائزة كانت أكثر من مستحقة بعد مشوار طويل قطعه شاب مصرى لم يكن يدرك أنه سيصبح صاحب ألقاب مثل «عملاق النغم الشرقى» و«أمير العود». رصيد من الألقاب بدأ بحصوله وهو فى سن 12 عاما على لقب «بلبل المنصورة». فقد انتقل رياض السنباطى مع اسرته من مسقط رأسه فى قرية فارسكور بمحافظة دمياط إلى المنصورة، وهناك اكتشف والده عنده موهبة الغناء، فصار يصحبه معه فى الأفراح حيث كان والده أيضا ذا صوت شجى. وعند بلوغه سن الـ 17، سافر السنباطى إلى القاهرة لكى يلتحق بمعهد الموسيقى العربية. وعن هذا المسعى يقول فى أحد لقاءاته التليفزيونية: «كانت معلومات العزف على آلة العود لدى، والتى تعلمتها من والدى أكثر بكثير من معلومات الأساتذة فى المعهد»، مما جعلهم يطلبون منه وهو الطالب أن يقوم بتدريس مادة العود للطلاب.

وبدأ السنباطى مسيرته فى عالم التلحين، واستطاع ترك بصمات متميزة أثرت فى الموسيقى العربية بشكل كبير، وكانت البداية عندما انضم لإحدى شركات الإنتاج التى طلبت منه ابتكار أفكار جديدة، وكان رده بأن تلحين أغان فى مدح الرسول هو أفضل الأعمال من وجهة نظره. وبالفعل قام بتلحين أغنيتين عن ذهاب وعودة الحجاج للمطرب أحمد عبد القادر، لاقتا نجاحا كبيرا فى ذلك الوقت، وكانت هذه بدايته مع الأغانى الدينية.

ولعل من أنجح ما أبدع السنباطى من الأغانى الدينية، كانت تلك التى قدمها بالتعاون مع السيدة أم كلثوم. فقد وصف محبو تعاونهما صوت أم كلثوم بأنه «سنباطى»، إشارة إلى براعة الملحن الكبير فى التعامل مع صوت سيدة الغناء العربى، خاصة فى أغنيتها الدينية الاستثنائية «ولد الهدى»، التى تغنت بها أم كلثوم لأول مرة فى احتفالات المولد النبوى عام 1949. وفى أحد الحوارات الصحفية للسنباطى، روى كيف كانت محاولات القصر الملكى وقتها لمنع تسجيل أغنية «ولد الهدى»، حتى يتم حذف بيت من أبيات أحمد شوقى، الذى رأى القصر أنه معاد له. ولكن السنباطى أصر وأم كلثوم على رفض الحذف لأن البيت المستهدف كان سيؤثر على القصيدة ككل. ورضخ القصر فى النهاية لرغبتهما.

ومن «ولد الهدى» إلى «نهج البردة»، وهى من أبيات أمير الشعراء أيضا، التى تعتبر محطة مهمة من محطات الأغانى الدينية الصوفية. ويحكى عنها السنباطى للكاتب أنيس منصور على صفحات «الأهرام»، موضحا أنها الأغنية الوحيدة التى استغرق فى تلحينها 3 ساعات فقط. وعندما سمعتها أم كلثوم لاحقا، بكت بشدة. وتأثر السنباطى بهذه الأغنية قد يكون فاق أى مشاعر مر بها العملاق من قبل، فيقول لأنيس منصور «لا أعرف كيف لحنتها، وإنما والله على ما أقول شهيد فأنا لم ألحنها، وإنما أنا رددتها وراء صوت سماوى فى داخلى».

أما أغنية «إلى عرفات الله»، فقد أخذ السنباطى نحو شهرين فى تلحينها، وكانت أم كلثوم حريصة على زيارته بمنزله فى منطقة مصر الجديدة، لتجلس وتغنى معه الأبيات التى ينتهى من تلحينها. لكن الروائع الدينية للسنباطى لم تنته هنا، فقد تكرر اجتماعه مع أم كلثوم على أغنية «حديث الروح» للشاعر محمد إقبال، التى شهدت تجربتها لأول مرة دمج مقاطع من قصيدتين، هما: «شكوى» و «إجابة الشكوى»، وتطلب ذلك براعة موسيقية غير هينة.

أما الرائعة «القلب يعشق كل جميل» للشاعر بيرم التونسى، فوفقا لتصريحات سابقة للكاتب مصطفى الضمرانى، فإن إبداعها كان نتاج التأثر الشديد للسنباطى عندما طلبت منه أم كلثوم تلحينها، وفى الليلة الأولى وعندما أمسك بالعود وبدأ فى قراءة الكلمات كاد يبكى من شدة الانفعال، وبعد الانتهاء من تلحينها وإذاعتها توجه السنباطى لحج بيت الله وزيارة مكة وتحويل كلمات الأغنية إلى حقيقة تمناها. ولم تنته روائع السنباطى الدينية، فتلك رائعة أخرى بعنوان «إلهى ما أعظمك» من كلمات الشاعر حسين السيد، التى تغنت بها نجاة الصغيرة، ويحكى أنها تأثرت بشدة فى أثناء سماع السنباطى يغنيها على عوده، وطلبت منه بدء البروفات على الفور.

أما أغنية «يارايحين للنبى الغالى» للمطربة ليلى مراد، فقد كانت من أكثر الأغنيات الدينية التى نالت شهرة واسعة للسنباطى. فبسبب رغبة ليلى مراد فى السفر للحج وعدم استطاعتها لارتباطها بتصوير أحد الأفلام، طلبت من المؤلف أبو السعود الإبيارى والسنباطى عمل أغنية عن الحج تعكس رغبتها وأشواقها. وقد كان، لتخرج أحد أجمل الإبداعات الموسيقية المرتبطة بالموسم المبارك.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق