رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

عندما تتصافح القلوب

بريد;

إن جوهر العيد هو العودة إلى الله، وسنَّة نبيه صلى الله عليه وسلم، والعيد لمن أقام فى بيته منهج القرآن، ولمن أنار بيته بالأذكار الحِسان، وهو يعنى أن تَصِل مَن قطعَك، وتُعطى مَن منعَك، وتعفو عمن ظلمكَ، وتُخرج البغضاء من قلبك، وتدخل الطمأنينة فى قلوب المسلمين، وتترك الخلافات، وتعمل على توحيد الكلمة، وليس العيد لمن لبس الجديد، وإنما لمن طاعته تزيد، ومن نجا يوم الوعيد. 

وليس العيد لمن فرش البساط، وإنما لمن عبر الصراط، ومن تجمّل باللباس والمركوب، ومن غفرت له الذنوب، وليس لمن حاز الدرهم والدينار، وإنما لمن أطاع العزيز الغفار. 

يقول أحد الصالحين: «لو كبَّرَت قلوبُ المسلمين كما كبَّرت ألسنتهم، لغيَّروا وجه التاريخ، ولو اجتمعوا دائمًا كما يجتمعون لصلاة العيد، لهزَموا جحافل الأعداء، ولو تصافحَت قلوبهم كما تتصافح أيديهم، لقضوا على عوامل الفُرقة، ولو تبسَّمت أرواحهم كما تبسَّمت شفاههم، لكانوا مع أهل السماء، ولو لبسوا أكمل الأخلاق كما يلبسون أفخر الثياب، لكانوا أجمل أمة على الأرض»، فهذه دعوة لكل المتخاصمين فى صباح العيد إلى أن تتصافح قلوبهم كما تتصافح أيديهم . 

والعيد فى الإسلام سكينةٌ ووقارٌ وتعظيمٌ للواحد القهار، وبعدٌ عن أسباب التهلكة ودخول النار.. قال الإمام أنس بن مالك رحمه الله: للمؤمن خمسة أعياد: كل يوم يمر على المؤمن، ولا يكتب عليه ذنب، فهو يوم عيد، واليوم الذى يخرج فيه من الدنيا بالإيمان، هو يوم عيد، واليوم الذى يجاوز فيه الصراط ،ويأمن أهوال يوم القيامة، هو يوم عيد، واليوم الذى يدخل فيه الجنة، هو يوم عيد، واليوم الذى ينظر فيه إلى ربه فهو يوم عيد . 

وفى هذا اليوم جدير بنا أن نمدَّ أيدينا بالمصافحة، وألسنتَنا بالكلام الطيب، وقلوبنا بغَسلِها مِن الأضغان والأحقاد والشَّحناء والبغضاء؛ فيجب اليوم أن تتواصَلَ أرحامُنا، وتتقارَب قلوبُنا؛ هذا هو جوهر العيد . . 

محمد مدحت لطفى أرناءوط 

موجه عام بالتعليم سابقا 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق