من أكثر اللفتات المميزة للسياسة المصرية فى الأعوام الأخيرة، جسور المساعدات الإنسانية وقوافل الإغاثة، التى ترسلها مصر إلى الدول الشقيقة والصديقة، فى مواجهة الكوارث والأزمات. ذلك ما حدث خلال أزمة كورونا ٢٠٢٠، حين توجهت طائرات المساعدات الطبية المصرية الى مطارات كبرى العواصم العالمية لتقديم أيادى العون لدول كبيرة.
كما برز ذلك، خلال الأزمة فى لبنان فى يونيو ٢٠٢١، وخلال المواجهة الأخيرة فى غزة بين الفلسطينيين وإسرائيل. وتكرس نهج جسور المساعدات الإنسانية بإعلان مصر عن تقديم جرعات من لقاح فيروس كورونا للدول الإفريقية. وبرزت دبلوماسية المساعدات المصرية مؤخرا، مع بناء الجسر الجوى لنقل المساعدات الى الشعب التونسى الشقيق.
هذا التوجه لتشييد جسور المساعدات يكرس الوجه المشرق للدولة المصرية، ويرسخ دعائم المحبة والتقارب مع شعوب العالم، ويؤكد الإيمان بحكمة المصرى التى تعكس قيم أقدم حضارة عرفها العالم، كما يؤكد أن مرحلة البناء الداخلى باتت تؤتى ثمارها وتفيض على الآخرين، وهو ما يرسخ ليس فقط ثقة الشعب وسعادته بالدولة فى الداخل، وإنما يكرس المنهج المصرى فى البناء الوطنى كمنهج ونموذج إقليمى يحتذى به فى دور الدولة ومسئوليتها الداخلية والخارجية.
ويبقى النهج الخاص بدبلوماسية المساعدات نهجا مميزا لمصر الجديدة، لأنه ليس منطلقا من أى دافع او مصلحة, خاصة، وليس منبعثا من وهم مصرى فى فهم طبيعة العالم، المؤسس على المصالح والتنافس والصراع، ولكن لا ينبغى لمصر أن تيأس من الطموح بعالم ينتهج دبلوماسية تحقيق الخير والتنمية للجميع، وممارسة: أقصى درجات الحكمة، على حد ما أشار الرئيس السيسى فى كلمته الأخيرة بالمؤتمر الأول لمبادرة حياة كريمة.
وتظل مصر عونا وسندا لأشقائها العرب تقف إلى جانبهم فى أزماتهم تساندهم بكل إمكانياتها, انطلاقا من وحدة المصير والتحديات المشتركة والتى تفرض على العرب التكاتف والتعاون فى مواجهة التحديات والأزمات العديدة, الاقتصادية والسياسية, وذلك لحماية الأمن القومى العربى من أى تهديد وتعزيز مفهوم العمل العربى المشترك.
لمزيد من مقالات رأى الأهرام رابط دائم: