رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

سامح الجباس: رواية «رابطة كارهى سليم العَشى» حقيقية عن مؤسس عقيدة له خوارق ومعجزات

صبرى الموجى;

فى فترة زمنية قصيرة استطاع أن يفرض نفسه على ساحة الرواية بأعمال روائية مُتميزة منها « حى الإفرنج، ووسط البلد، وساحر، وكريسماس القاهرة، وغيرها» وصولا إلى «رابطة كارهى سليم العشي» .. حصدت رواياته العديد من الجوائز المصرية والعربية التى أثبتت علو كعبه فى هذا الفن.

ورغم شغفه بالرواية فإنه لم يغفل الفن القصصى والترجمة فترجم عن الإنجليزية وبأسلوب احترافى لم يُفقد النص روح كاتبه الأصلى عدة أعمال منها : « فئران ورجال» ، و«القناع الملون» و«سقوط القمر»، و» أليس فى بلاد العجائب» .. ساعدته دراساته العلمية فى البحث عن الحقيقة التى صاغتها موهبته بأسلوب أدبى جذاب شد القارئ، وأبهر لجان التحكيم.. سامح الجباس طبيب وروائى ومترجم لفت الأنظار مؤخرا بتنوع إبداعه وتميزه فكان معه هذا الحوار.

.............................




«رابطة كارهى سليم العشي» آخر أعمالك الروائية التى عكفت قبلها 3 سنوات بحثا فى جوانب تلك الشخصية .. فهل فيها من الثراء ما يستحق ذلك الجهد؟

فى عام 2017 لفتت انتباهى الشخصية الغامضة لسليم العشى المشهور باسم الدكتور داهش، وقررت البحث عن معلومات عنه، ولم يكن الأمر سهلا فكلما بدأت طريقا فى البحث، وجدت المزيد من الصعوبات والغموض حول هذا الرجل الحقيقى الذى كان لغزا كبيرا، حيث تعددت نشاطاته من ساحر إلى مُنوم مغناطيسى معترفٍ به دوليا إلى شاعر، ثم ناثر وأديب كان له السبقُ الأدبى فى كتاباته، تحول بعد ذلك كله إلى مؤسس عقيدة له خوارق ومعجزات فآمن به البعض، وحاربه الكثيرون، وفى نهاية حياته تحول الى رحالة طاف كل بلاد الدنيا، وأثار فى حياته وموته الكثير من الغموض والتناقضات، ومن ثم كان شخصية ثرية جديرة بالبحث.

ألا ترى مبالغة فى استخدام كلمة «رابطة» بعنوان روايتك .. فهل بلغت هذه الشخصية من الشهرة ما يجعل لها رابطة من المؤيدين أو المعارضين ولمن كانت الغلبة؟

فى أثناء رحلتى فى كتابة الرواية وجدتُ أن هذه المعارك الكبرى التى خاضها الدكتور داهش وضج بها لبنان ومصر فى فترة الأربعينيات والخمسينيات، صنعت حوله رابطة اتفقت على حبه والإيمان به، وأخرى تكرهه وتحاربه وتسعى إلى طمس آثاره وأعماله حتى الأدبية.

ويكفى أنه بعد مضى 37 عاما على وفاته فى نيويورك لم يسمح حتى الآن بعودة جثمانه الى لبنان، وهو ما يؤكد أن هذه الشخصية صنعت ضجيجا بالفعل.

وهل يمكن أن نعتبر هذه الرواية تاريخية، وقد سبقتها لك روايات تاريخية أخرى مثل «بورتو سعيد» و«نادى النيل الأسود السري» ، وغيرهما.. فما سر شغفك بهذا اللون من الكتابة؟

أنا لا أعتبر روايتى الأخيرة رواية تاريخية، بل أعتبرها نوعا نادرا ومختلفا من الروايات البحثية، فالدكتور داهش شخصية إنسانية غامضة وليست تاريخية بحكم أنه مات أو عاش منذ أكثر من 80 سنة، وأنا لم أكتب رواية تاريخية بمعناها الأدبى والزمنى إلا روايتى الأولى «حى الإفرنج» فى 2008، لكن أنا تستهوينى تلك الشخصيات الغامضة التى تجنب الآخرون الخوض فى كهوفها الغامضة وكشف أسرارها.

رفعت من بداياتك شعار «أكتب حين يستحيل الصمت» فهل كتاباتك «ردة فعل» لمواقف أو أحداث أم أنك تخلق الحدث .. بمعنى ما هى دوافعك للكتابة؟

الكتابةُ عندى تتفجر من أحداث أو شخصيات أو أفكار لا أستطيع مقاومتها

تجرفُنى وتسحرنى معها، فأمتزج فيها وأمزجها بالخيال الروائى صانعا عالما جديدا حتى للشخصيات الحقيقية، فالكتابة عندى علاقة حب بينى وبين رواياتي، ويحب أن يُولد بداخلى دافع كبير، ولذلك فإن الأفكار العادية، لا تستهوينى وأجد ان الصمت افضل منها.

كتبت عددا من الروايات للأطفال.. تقييمك لهذه التجربة وما هى السن التى قصدتها وهل الكتابة للأطفال تختلف عنها للكبار؟

كتبتُ 3 روايات للناشئين من سن 12 سنة، وهى السن التى أجدها مناسبة لتلقى هذا النوع من الأفكار التى تطرحها رواياتي، وهناك رواية جديدة رابعة، تعاقدت عليها مع الهيئة المصرية العامة للكتاب منذ 2019 ولم تصدر حتى الآن فى أول تجربة سيئة لى مع ناشر حكومي، لن أكررها مرة أخرى ماداموا فى هيئة الكتاب لا يقدرون قيمة الابداع.

والكتابة للطفل تحتاج إلى تركيز ومصداقية وتبسيط لا يفرغها من المضمون؛ لأن طفل اليوم سيكون عالما او أديبا أو مخترعا، وهذا لن يتحقق بعقل خاو وفارغ ، جراء ما تشنه وسائل التواصل والإنترنت من حرب شرسة على عقول أطفالنا.

فى روايات : «بورتو سعيد»، و«حى الإفرنج»، و«كريسماس القاهرة»، وغيرها يتضح شغفك بالمكان فما السبب فى ذلك؟

أنا أجد أن المكان هو بطل رئيسى حقيقى يتنفس ويشعر ويُفكر ويحمل ذاكرة متكاملة مثله مثل أى شخص حي، لذلك تجده حاضرا بقوة فى معظم رواياتي، فالشوارع والمبانى والبحر والنيل أبطال فى معظم رواياتى بالفعل.

وكثيرا ما مزجت بين الواقع والخيال والماضى والحاضر فما الدافع وراء ذلك المزج؟

أنا أجد أن الزمن وحدة واحدة متصلة لا يمكن الفصل التام بين الماضى والحاضر والمستقبل، كما يتم علميا الفصل بين المواد الصلبة والمواد السائلة مثلا ، لذلك تعيش شخصيات رواياتى هذا المزج بين الأزمنة المختلفة خارجيا، كما أنها تعيش أيضا بين المزج بين زمنها الخارجى الحاضر وبين زمنها النفسى الداخلي، كما فى رواياتى «كريسماس القاهرة» ، و»على سبيل المثال» .

معاييرك فى اختيار شخصيات رواياتك التاريخية ؟

رواياتى التاريخية هى تحديدا 3 روايات للناشئين ، وتعتمد على إعادة اكتشاف وتقديم شخصيات تاريخية حقيقية لها أعمال مهمة فى حياة البشر.، وروايتان أخريان عن بورسعيد، تعرضان تاريخ المدينة وعلاقة اهلها بها، والتغيرات التى جرت فى المدينة وناسها.

وهل أفدت من دراساتك العلمية فى فنك الروائي؟

لم يظهر تأثير دراستى العلمية على رواياتى إلا فى رواية «على سبيل المثال» التى تناولت عالم شركات الادوية وخفاياها، وظهرت أيضا كمجرد تفكير علمى بحثى فى أثناء رحلتى للبحث عن شخصية د. داهش ومحاولة تقديم تفسير علمي، وعقلى لبعض أفعاله الغريبة الخارقة للعادة.

قلت إن الرواية هى التى صنعت مجد الدراما المصرية رغم أن العكس هو الصحيح فهناك كثيرٌ من الكتاب غابت عنهم الشهرة لبعدهم عن الدراما، وآخرون أسهمت الدراما فى صنع مجدهم؟

فى تاريخ الدراما المصرية أهم وأشهر وأعظم الأفلام كانت مأخوذة عن روايات فى أصلها، والأساس فى الدراما هو الكتابة، وعندما تكون الروايات هى المصدر تكون أكثر عمقا وجمالا وتأثيرا فى نفس المتلقي، وابتعاد الدراما فى السنوات الاخيرة عن كنز الروايات المتاح أضر بها جدا من وجهة نظري،

وهل ستفتح روايتك الأخيرة الطريق لدراسة شخصيات أخرى مشابهة غابت أخبارها؟

أعتقد فعلا أن روايتى ستفتح طريقا جديدا فى البحث ليس فقط عن د. داهش ، بل عن شخصيات أخرى كثيرة كشفت عنها لأول مرة من خلال روايتى من كتاب وصحفيين وفنانين، وكل هذه الشخصيات الأخرى تستحق البحث حولها والكتابة عنها بالفعل.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق