رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمات
ترزى الهوى

ناقوس الخطر يضرب بقوة على مسامعنا منبها لكارثية ارتفاع نسب الطلاق فى مصر وارتفاع سن الزواج بالتبعية ، حيث وصلنا الى حالة طلاق كل دقيقتين وفقا لإحصاءات الجهاز المركزى ، ولا أحد يقف على الأسباب الفعلية خلف هذا الحدث الجلل سوى أن تستضيف الفضائيات بعضاً من روادها ليشجبوا وينددوا ويقولوا كلمتين على الماشى !.

ولكن أين مراكز البحوث الاجتماعية لمثل هذه الظاهرة التى يترتب عليها العديد من المشكلات أهمها تشتيت الأطفال وزعزعة استقرارهم وسلبهم أهم حقوقهم فى الحياة وهو الأمان ، وتخريب الأسرة وهدم البيوت التى كلفت الآباء والأبناء الغالى والثمين بكل الحب ليقفوا على صناعة اسرة ممتدة ومكملة للأسرة الأم .

وقد تكمن الأسباب فى عدة نقاط لا يمكننا هنا الا أن نختصرها، أولها أن الأسرة الأم قد انشغلت بتوفير الملبس والمأكل والمدرسة والجامعة والحياة الاجتماعية الظاهرية وكأنهم فى ماراثون ونسوا أن تربية الأبناء ليست بالفطرة، وتغافلوا عن براثن التواصل والتكنولوجيا الحديثة التى أصبحت بفعل عوامل الإهمال والانعزال الأسرى ملاذاً آمناً ومفرحاً للأولاد بمختلف الأعمار، ومن هنا لم يستطع الآباء أن يحملوا حقائب القيم والسلوكيات والمباديء التى توارثوها الى الأجيال الراهنة التى ضلت بوصلة الطريق بزعم أن كل هذا مجرد عاهات وتقاليد رتيبة وبالية ولا تتماشى مع العصر الحديث .

فلم تتعلم الفتاة كيف تصبح زوجة ولم يعرف الفتى كيف يكون زوجا مسئولا ! نعم هذه هى الحقيقة، الكل لا أستثنى أحدا بذل جهودا فى القشرة الخارجية لزوم المظاهر والعيش الرغد .

ثانيا مرحلة التعارف أو الخطوبة تحولت الى حالة درامية محكمة من التزييف والأقنعة فالكل يبادر بأجمل قناع ليرتديه أمام الآخر ثم بعد أن يصبحا تحت سقف بيت واحد وتتساقط الأقنعة تنفجر الصدمات المتتالية وقد لا يطيقها أحدهما أو كلاهما ، أما ثالثا وهو الأهم أن بعض الأشخاص يبحثون عن النصف الآخر من ناحية الأفضل وليس الأنسب وهو خطأ فادح ، ثم يرون بأعينهم العديد من العيوب المنفرة ويتغافلون عنها تحت مبدأ « أنا هاغيره بعد الزواج» وهى الكارثة ، فلا أحد يستطيع تغيير طباع شخص تربى ونشأ عليها ولا يمكن لأحد أن يصبح ترزيا ليفصل شخصا آخر على هواه أو كما يحب ، فالإنسان ليس دوجمة خير كامل أو شر كامل ، كلا منا لديه الشقان والاختلاف فقط فى كيفية سيطرة وتغلب شق على الآخر خيرا كان أم شراً ، وقد يختلف ايضا وفقا للظروف المحيطة فيصبح الانسان فى موقف ما خيرا وفى موقف آخر شريرا وهكذا .. لذا فعلينا تقبل الآخر وفقا لمعطياته المعدة سلفا دون السعى لتغييرها فلا يوجد انسان تفصيل، وعلينا أن نوجه سؤالا لأنفسنا : هل هذا الإنسان بكل عيوبه المرئية والخفية مناسب لنا ؟ وهل يمكننا أن نتعايش ونتكيف مع هذه العيوب ؟ ولا ننسى أنفسنا فنحن ايضا نمتلك قدرا من العيوب هو ايضا سيحاول التعايش معها .. بكل صراحة ووضوح حتى تستوى الحياة ولا نستهلك انفسنا فى تفصيل البشر على هوانا .. الحب الفطرى يجعلك ترى عيوب من تحب بوضوح لأنك تغوص فى أعماقه ولكنك تحب حتى هذه العيوب .. فلنواجه أنفسنا ومن نحب بلا أقنعة .


لمزيد من مقالات د.هبة عبدالعزيز;

رابط دائم: