رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

التوقعات غير المنطقية فيروس الحياة الزوجية

سحر الابيض

لا أحد يتوقع التعاسة بعد الزواج ومن يقبل على هذه الخطوة من حقه أن يتوقع زواجا سعيدا وعلاقة وطيدة مع الطرف الآخر وحب يستمر لكن أحيانا تكون التوقعات غير المنطقية من الزواج، والتصورات المثالية عن شكل العلاقة مستقبلا سببا رئيسيا من اسباب فشل الزواج, فما هى التوقعات غير المنطقية والمثالية وهل يجب عليك خفض سقف التوقعات تجنبا للصدمات

داليا نبيل استشارى العلاقات الأسرية ترى أن التوقعات فى حد ذاتها ليست السبب بل هى مدى عقلانية هذه التوقعات ومدى استعداد الشخص لبذل مجهود لتحقيق هذه التوقعات فللأسف اغلب المقبلين على الزواج حاليا يتصورون أن الزواج يأتى ومعه تحقيق الاحلام من تلقاء ذاتها ولكن من يفعل هذا هو مثل الشخص الذى يتوقع أن ينقص وزنه بمجرد اشتراكه فى «الجيم» فلابد من بذل المجهود واداء ما عليك أولا ولابد من مجهود متواصل ولا يعنى خفض سقف التوقعات أن نقبل بشخص لا يرضينا او لا نقتنع به ولكن الاساس هو ما يحق لنا انتظاره وفهمنا لطبيعة دوره فى حياتنا ومدى مسئوليته عن سعادتنا فليس معنى الزواج أن الطرف الثانى أصبح مسئولا عن سعادتى فلا يوجد مثل هذا الامر فسعادة الانسان مسئوليته هو ولكن هناك بعض الامور التى لا يجب التنازل عنها ويصبح من حقنا توقعها من الزواج وهى الالتزام نحو العلاقة فمن حقك أن تتوقع منه أن يكون شاعرا بمسئولياته وينظر لها بجدية ومن حقنا ان نتوقع الكلام اللطيف والمودة اللفظية من الطرف الآخر والاحترام المتبادل فلا يصح أن نرتبط بشخص لا يبادلنا الاحترام ومن حقك توقع التواصل المستمر والوقت المخصص لكما مع شريك حياتك وأيضا الاهتمام والمساندة والدعم والتشجيع والمشاركة واحترام الاهل والاصدقاء فهذه امور لا تقبل المفاوضة أو التنازل ولكنها أيضا لا تأتى من طرف واحد بل يجب ان تكون برغبة وحرص من الطرفين وكما أن هناك ما يحق لنا توقعه فهناك ما لايجب توقعه ولا انتظاره من الزواج أو من شريك الحياة كما يشرح تقرير نشره موقع سايكولوجى توداى المتخصص فى الدراسات النفسية والاستشارات الزوجية فلا تتوقع من زوجك أو من زوجتك تلبية جميع طلباتك فى كل وقت وفى أى وقت فهو ليس ملكا لك لكنه ايضا لديه حياته ومساحته واهتماماته ولا تتوقع من شريك حياتك أن يكون هو المسئول الوحيد عن سعادتك لانها مسئوليتك انت أولا والسعادة موقف وتوجه وطريقة تفكير فى الاساس ومن الطبيعى ان يشعر الإنسان بالمشاعر السلبية من آن إلى آخر ولا تتوقع أن تكون أنت الأولوية الأولى والوحيدة فى حياة شريك حياتك ولا تتوقع ان تستمر علاقتكم بنفس الشغف والحب والرومانسية التى بدأت بها لأنها حتما ستتغير وستنتقل لمرحلة أخرى ومهتمك المحافظة عليها وتطويرها والمرونة فى التعامل معها ولا تتوقع ان يكون شريك حياتك هو مرآة تعكس ما تريده او تحتاج اليه لأنه ليس «سندباد» ولا يمتلك مصباحا سحريا.

وترى د.منى الحديدى أستاذ مساعد علم الاجتماع كلية آداب جامعة حلوان أن اختيار شريك الحياة يجب ان يقوم على توافر شروط معينة وليس مجرد خيالات وأحلام ولا يمكن تجاهل أن الفتاة اصبحت لديها حرية الاختيار دون قيود الاسرة ويرجع ذلك بسبب اتجاه المجتمع إلى إعطاء الحقوق الكاملة والحرية أكثر للمرأة، ورفع القيود التى كانت تعيق حركتها من خلال مشاركتها فى الحياة الاقتصادية، والاجتماعية والسياسية فى مجتمعها، وأصبحت تعمل وتكسب ولديها استقرار مادى ومعنوى مما ادى الى تغير مكانة المرأة فى المجتمع، وبالتالى ارتفاع سقف متطلبات والتوقعات فأصبحت أقل إقبالا على فكرة الارتباط الا اذا حقق لها الشريك الدعم النفسى والاجتماعى وأيضا السعادة والأمان وهى مطالب مشروعة ولكن يجب على الشريكين الانتباه إلى ان الهدف أيضا من الزواج هو التفاهم والتعاون والسعى معا من أجل تكوين اسرة قائمة على المحبة والمودة وخلق جيل نافع للمجتمع وليس مجرد الزواج فقط فهما يكملان بعضهما البعض ويضيفان لذواتهما ويتعاونان من اجل حل مشاكلهما فى عمل مشترك ومستمر وبالتأكيد فان حسن الاختيار يجنب الطرفين الكثير من الخلافات والمشاكل التى قد تنشب فى المستقبل وانتظار التوقعات التى ترضينا والتفكير مليا فى الامر أفضل كثيرا من القبول بظروف لا ترضينا من اجل الزواج فى حد ذاتها.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق