أسدل الستار على بطولة «يورو ٢٠٢٠» التى أقيمت على مدى اكثر من شهر فى ١١ مدينة أوروبية لأول وربما ستكون اخر مرة تقام بهذا الشكل. ولقد حفلت اليورو بـ «الشهد والدموع» بداية من دراما اريكسن لاعب الدنمارك وحالة الخوف والقلق على حياته، وانتهاء بالمباراة النهائية بين ايطاليا وانجلترا على ملعب «ويمبلي» الشهير فى العاصمة لندن، والتى توج من خلالها منتخب «الآزوري» بطلا لاوروبا على حساب منتخب «الاسود الثلاثة» 3-2 بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الاصلى والاضافي، بالتعادل ١-١، ليتحول ويمبلى الى ساحة من الفرح الهيستيرى للجماهير الايطالية، وساحة للعنف والركل والضرب.. والعنصرية فى ابشع صورها من جانب الجماهير الانجليزية.
لقد حفلت اليورو بالعديد من الدروس المستفادة والمستفزة ايضا، وكانت أشبه برواية «الشهد والدموع» لاسامة انور عكاشة من فرط ما اصابتنا ومشجعى كرة القدم على اتساع المعمورة من احزان وذرف للدموع على خسارة منتخبات عريقة وخروجها بصورة درامية، خاصة مع ضربات الحظ الترجيحية التى بات على فيفا البحث عن طريقة اخرى لحسم النتائج بعدما تحولت الى عقبة تتحطم عليها كل الاحلام الوردية.
واذا ما توقفنا عند المحصلة النهائية فسوف نجد المنتخب الإيطالى يستحق عن جدارة لقب يورو ٢٠٢٠، ليس على ما قدمه فى المباراة النهائية ولكن باجمالى ما قدمه طوال مشوار البطولة.
ويكفى روبرتو مانشينى مدرب المنتخب الايطالى انه اعاد «الازوري» الى الحياة ومنصات التتويج بعد الفشل الذريع وعدم التأهل لنهائيات كأس العالم ٢٠١٨ فى روسيا.. فلاول مرة شاهدنا كأس العالم بلا ايطاليا، وما فعله مانشينى هو اشبه بالخيال فى عامين فقط، حيث نجح فى اعادة بناء فريق قوى قادر على الفوز باليورو متخطيا اقوى المنتخبات باعتماده على قوام للمنتخب من الخبرة، ممثلة فى كيلينى (٣٦ سنة)، وبونوتشى (٣٤ سنة)، مع عناصر الشباب، مما يثبت أنه لا بديل عن الخبرة فى اى فريق وهى رسالة لكل المدربين، كما ان المغامرة بالاعتماد على الشباب فقط غير مضمونة العواقب كما حدث مع منتخب هولندا!. وكان الانجليز هم اكثر من ذرف الدموع للفشل فى تحقيق أى انجاز قارى او عالمى منذ التتويج بلقب كأس العالم ١٩٦٦، ودفع منتخب «الاسود الثلاثة» الثمن غاليا لخوف مدربه جاريث ساوثجيت المبالغ فيه وعدم اخذ المبادرة والضغط على الطليان مستغلا عاملى الأرض والجمهور والتقدم بهدف مبكر فى فرصة لن تعوض او تتكرر قريبا، بعد ان وجد المنتخب الانجليزى مجاملة فجة من الاتحاد الاوروبى بأن يلعب ست مباريات من سبع على ملعب ويمبلى وبين جماهيره ومن بينها مباراتا قبل النهائى والنهائي، حتى تأهله للنهائى على حساب منتخب الدنمارك كان موضع شك وانتقاد لضربة الجزاء التى فاز بها.
رابط دائم: