-
بوش: الانسحاب من أفغانستان خطأ .. والأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية
بينما حذرت الأمم المتحدة من كارثة إنسانية جديدة بالبلاد، واصلت حركة طالبان سيطرتها على أفغانستان لتعلن أمس إحكام قبضتها على معبر سبين بولدوك-شامان الحدودى الاستراتيجى مع باكستان، فيما وجهت تحذيرا شديد اللهجة إلى قوات حلف شمال الأطلنطى “الناتو” فى البلاد من توسيع عملياتها.
صرح ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم الحركة بأن “مقاتلينا سيطروا على بلدة فيش الحدودية المهمة فى ولاية قندهار. ومن الآن فصاعدا، أصبح الطريق الذى يربط جمارك شامان وسبين بولدوك وقندهار تحت سيطرتهم”. وأضاف “ طالبان تطمئن جميع التجار والمقيمين إلى أن سلامتهم مضمونة”.
من جانبه، أكد مسئول فى قوات الأمن الباكستانية ، طلب عدم الكشف عن اسمه، تصريحات طالبان ، موضحا أنهم “أنزلوا العلم الأفغانى من على معبر سبين بولدوك-شامان الحدودى، ورفعوا علمهم”، بينما نفت الداخلية الأفغانية الأمر ، وأكدت أن “إرهابيى طالبان تحركوا بالقرب من المنطقة الحدودية فى سبين بولدوك، لكن القوات الأمنية صدت هجومهم”.
فى الوقت ذاته، توجه اللواء عبد الرحيم موسوى القائد العام للجيش الإيرانى أمس لزيارة مدينة تايباد بمحافظة خراسان رضوى شمال شرق إيران ونقطة الصفر الحدودية بين إيران وأفغانستان.
وذكرت وكالة أنباء “فارس” الإيرانية أن موسوى تفقد الوحدات العسكرية التابعة للجيش الموجودة على الحدود.
كانت الحكومة الإيرانية قد أكدت فى وقت سابق أن “هناك استعدادا فى إيران من قبل جميع الأجهزة المعنية، وتم التخطيط لسيناريوهات مختلفة تجاه التحركات الأخيرة فى أفغانستان، وتم اتخاذ التدابير اللازمة بشأن حراسة الحدود”.
من جهته، انتقد الرئيس الأمريكى الأسبق جورج دبليو بوش، فى مقابلة مع قناة “دويتشه فيليه” الألمانية، انسحاب قوات حلف شمال الأطلنطى “الناتو” من أفغانستان ، معتبرا أنه “خطأ ستعانى منه النساء والفتيات الأفغانيات”، على حد قوله.
وقال الرئيس الأسبق الذى أرسل القوات الأمريكية إلى أفغانستان أواخر عام ٢٠٠١ بعد هجمات ١١ سبتمبر، إن "النساء والفتيات الأفغانيات سيعانين من ضرر لا يوصف، سيتركن ليُذبحن من قبل هؤلاء الوحوش جدا وهذا يحزنني".
على الصعيد ذاته ، حذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين من أن أفغانستان على شفا أزمة إنسانية جديدة، حيث يتسبب الصراع المتصاعد بارتفاع عدد الضحايا المدنيين، ويدفع مئات الآلاف إلى الفرار.
وأضافت المفوضية أن أكثر من ٣.٥ ملايين شخص نازحون حاليا داخل أفغانستان. ومن بينهم ما يقدر بنحو ٢٧٠ ألف شخص نزحوا حديثا منذ بداية العام الحالى بسبب تدهور الأوضاع الأمنية فى البلاد.
ولفتت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة أفغانستان إلى أن عدد الضحايا المدنيين ارتفع بنسبة ٢٩٪ خلال الربع الأول من العام الجارى، مقارنة بالعام الماضي. وتتزامن هذه الزيادة مع انسحاب القوات الأمريكية من البلاد. وقال بابار بالوش المتحدث باسم مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن " العديد من النازحين أفادوا بأنهم اضطروا للفرار بسبب المضايقات والابتزاز من قبل الجماعات المسلحة، وكذلك بسبب نقص الخدمات الاجتماعية وفقدان الدخل وانعدام الأمن" ، مشيرا إلى أن إيران وباكستان تستضيفان ما يقرب من ٩٠٪ من أكثر من مليونى لاجئ أفغانى مسجل. وفى الوقت ذاته، دعت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة أفغانستان (يوناما) الحكومة الأفغانية وطالبان لإعلان وقف لإطلاق النار الأسبوع المقبل بالتزامن مع مناسبة عيد الأضحى.
رابط دائم: