تبنت العديد من مطاعم الوجبات السريعة فى بريطانيا استراتيجيات مبتكرة للتغلب على إغلاق صالات استقبال المطاعم للحد من انتشار كورونا، وذلك من خلال إقامة منافذ على ممرات الطرق لتقديم وجباتها عبر نوافذ السيارات لأول مرة، الأمر الذى أدى إلى تحول جذرى فى مبيعات الوجبات السريعة.
وفى الحقيقة أجبر الوباء العديد من المطاعم فى بريطانيا على القيام بتقديم هذه الخدمة السريعة ذات الطراز الأمريكى. ويعتمد هذا النوع من المطاعم على أنظمة عالية التقنية وممرات متعددة ونوافذ تعمل على مدار الساعة، لكى تقدم وجباتها للسيارات من خلال استخدام التطبيقات اللازمة عبر الهاتف المحمول. وتشير العديد من الأبحاث إلى أن الطلب على هذه الخدمة قد زاد بنسبة 25% فى كافة أنحاء البلاد بعد تفشى فيروس كورونا، الأمر الذى أدى إلى تطلع العلامات التجارية الشهيرة إلى إقامة أكثر من 200 موقعً لهذه المطاعم كل عام .
جاء تصميم هذه المواقع الجديدة فى الوقت الذى تواجه فيه سلاسل المطاعم الشهيرة داخل البلاد منافسة شرسة من العلامات التجارية الأمريكية، حيث شكلت هذه الخدمة 70 % من إيرادات العلامات التجارية، وفقًا لبيانات شركة «NPD» الأمريكية للأبحاث التسويقية كما أدى تقديم الوجبات السريعة من خلال هذه المطاعم إلى زيادة المبيعات بقيمة مقدارها 8 مليارات دولار مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019.
ويشير تقرير نشرته صحيفة « الجارديان» البريطانية إلى أنه فى ظل الاتجاه المتزايد للطلب على الوجبات السريعة والمشروبات الغازية، فإن اللجوء إلى هذا النوع من المطاعم يعد طريقة أخرى سريعة للحصول على الطعام بدلا من تناوله داخل المطاعم التى تضاءل الإقبال عليها بسبب قيود الإغلاق .
وعلى الرغم من أن هذه الفكرة وفرت الحماية لشركات الوجبات السريعة من التعرض لمخاطر للآثار الاقتصادية السلبية للوباء، إلا أن أماكن عمل هذه المطاعم أصبح بيئة عمل خطرة لكثير من العمال ذوى الأجور المنخفضة، حيث يقومون بإعداد وتقديم الطعام فى ظروف صعبة، فى الوقت الذى لا تتوافر فيه معدات الحماية اللازمة لهم. وعلى الرغم من أن تقديم الطعام للسيارات يعد بمثابة شريان حياة لسلاسل الوجبات السريعة أثناء الوباء، إلا أن المخاوف الصحية والبيئية تتزايد إزاء عملها، الأمر الذى أدى إلى اتخاذ الحكومة البريطانية المزيد من الخطوات لوقف إنشاء مواقع جديدة لهذه المطاعم فى بعض المدن، خوفا من ارتفاع معدلات السمنة لمواطنيها، والعمل على تشجيع سلاسل مطاعم الوجبات الصحية.
على الجانب الآخر، كشف الوباء عن الفجوة الكبيرة بين سلاسل المطاعم الشهيرة والمطاعم الأخرى البسيطة التى تعانى من أزمات مالية، الأمر الذى جعلها غير قادرة على المنافسة فى ظل القيود الجديدة، مما أدى إلى إغلاقها، فى الوقت نفسه استطاعت سلاسل الوجبات السريعة الشهيرة بالتكيف مع الأوضاع الجديدة من خلال إنفاقها مئات الملايين من الدولارات على مواقع المطاعم.
رابط دائم: