رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اجتهادات
مى زيادة فى الأهرام

يجد السائر فى شارع الحمرا، بعد قليل من مقر المصرف المركزى اللبنانى الذى يُثار حوله جدل واسع الآن، شارع صغير إلى يمين الطريق يحمل اسم مى زيادة. لا أعرف هل يوجد فى القاهرة شارع يحمل اسم هذه الأديبة المُبدعة الشجاعة، وهى التى عاشت معظم عمرها فى مصر، وكانت علمًا من أعلام ثقافتها على مدى أكثر من عقدين فى النصف الأول من القرن الماضى.

اقترن اسمها بصالونها الأدبى، الذى كان الأكبر والأكثر أهمية فى العقدين الثانى والثالث فى ذلك القرن، وبالعلاقة التى ربطتها عن بُعد بالأديب الكبير جبران خليل جبران فى مهجره الأمريكى والمراسلات البديعة بينهما، فضلاً عن قصة مرضها وملابساته والروايات المتعددة عما أصابها.

ولم تنل إسهاماتها الصحفية اهتمامًا مماثلاً، رغم تنوعها وثرائها وعمق كثير منها. ومن هنا أهمية كتاب (مى زيادة – مقالات الأهرام) الصادر قبل أيام عن مركز الأهرام للترجمة والنشر، بالتعاون مع المركز المارونى الثقافى اللبنانى فى القاهرة.

كتب محرر الكتاب الشاعر عزمى عبد الوهاب مقدمة بديعة عن معاناتها التى ربطها بما رآها أزمة وجودية لزمتها بفعل صراع الهويات فى داخلها. ولكن تلك المعاناة كانت أهم عوامل تميزها، وربما فرادتها، وأحد الأسباب التى تُفسر ثراء كتاباتها منذ أن نشرت مقالاتها بأسماء مستعارة فى صحيفة المحروسة، وحتى صارت من أهم كُتاب صحيفة الأهرام التى عرفت قدرها وقدَّرت كتاباتها وخصصت صفحتها الأولى لكثير منها، فى مرحلة كانت المقالات هى عماد الصحافة.

تنوعت مقالاتها فى الأهرام، وشملت قضايا لا يُعنى بها إلا من يعرفون كيف تنهض الأمم وتتقدم. كتبت فى التعليم والعلم، والأدب والفكر، وحرية المرأة ودورها، واحتفت بحصول امرأة (جراتزيا ويليدا) على جائزة نوبل للآداب عام 1926. كما تبنت قضايا التحرر الوطنى فى البلدان العربية، وفى مقدمتها مصر، فدافعت عن ثورة 1919، وطالبت بالإفراج عن زعيمها سعد زغلول عقب نفيه، ودعت للمحافظة على التراث الوطنى، وحثت فى وقت مبكر على وضع نشيد وطنى مصرى.

تحية لروح مى زيادة، ولكل من أسهم فى إصدار هذا الكتاب.


لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد

رابط دائم: