رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
دبلوماسية سوء النية!

الحقيقة التى لا تقبل الشك أن الدبلوماسية المصرية تعاملت مع المراوغات والمناورات والمماطلات الإثيوبية خلال كل مراحل التفاوض مع إثيوبيا حول أزمة السد بكفاءة مهنية عالية لم تتوقف عند حد مقارعة الحجة بالحجة وتعرية كل دوافع الجدل الذى انتهجته أديس أبابا أسلوبا لكسب الوقت، وإنما تجاوزت كل ذلك وأوضحت للمجتمع الدولى أن المسألة ليست فقط مجرد تعنت وتصلب تفاوضى يمارسه المفاوض الإثيوبى بخبث ودهاء، وإنما الأمر يتعلق بما استحدثته مصر من مصطلح سياسى جديد اسمه دبلوماسية «سوء النية» لتوصيف الموقف الإثيوبى ومن ثم العمل على حرمان إثيوبيا من مواصلة السعى لخلط الأوراق وتغييب الحقائق خلف ضباب الوهم وسحب الأكاذيب!

ولأن تعبير «سوء النية» أدهشنى وأثار إعجابى بالدبلوماسية المصرية وقدرتها على توظيفه فى تعرية الموقف الإثيوبى، فقد عدت إلى معاجم اللغة بحثا عن المعنى الدقيق لهذا التعبير فوجدت أنه أدق توصيف للحالة الإثيوبية وتحديدا منذ مجيء أبى أحمد إلى سدة الحكم فى أديس أبابا بعد انتزاع جائزة نوبل للسلام بالنفاق والخداع!

إن «سوء النية» فى معاجم اللغة معناه هو التذبذب فى التفكير والنيات فيما يتعلق بالنفاق أو الغش أو الخداع، وقد ينطوى سوء النية على الخداع المتعمد للآخرين أو على خداع النفس ذاتها ثم إن مصطلح «سوء النية» يرتبط بمصطلح تذبذب النية والذى يترجم «تذبذب الفكر» أيضا!

وهنا ينبغى علينا أن ندرك ما هو مفهوم «سوء النية» فى إطار الفهم الصحيح لمعنى كلمة «سوء» التى تجسد كل ما هو سييء وقبيح، ولا شك فى أن العقول والنفوس السيئة لا تستوعب النية الحسنة التى يتعامل بها الآخرون معهم بروح المحبة والإخاء والسعى إلى تجنب الخصام والعداء من نوع ما سعت إليه مصر منذ البداية بإبداء قبولها لحق إثيوبيا فى التنمية.

وظنى أن مصر وهى تتحرك لصون حقوقها ورد أى عدوان يمس أمنها تشعر الآن براحة الضمير فى أنها لم تترك سبيلا لتجنب الصدام إلا وسلكته، وقد كان ذهاب مصر إلى مجلس الأمن أبرز عناوين حسن النية لدى مصر فى مواجهة سوء النية من جانب إثيوبيا، كما أنها مدت فى حبال الصبر إلى آخر مدى رغم اكتشافها المبكر لسوء النية من جانب إثيوبيا.. ولن يحيق المكر السيئ إلا بأهله!

خير الكلام:

<< النية السيئة تصنع الجرم والذنب وتشعل الفتن!

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: