العامل الحاسم

استوقفنى ما جاء فى رسالة أ. عماد عجبان عبدالمسيح ببريد الأهرام بشأن الاستعانة بالشركات الأجنبية، وتفضيل الشركات الوطنية، ولى فى هذا الصدد الملاحظات الآتية:

ـ إن الغرض من الاستعانة بالخبرة الأجنبية هو تقديم أفضل الخدمات للمواطن فى مختلف المواقع، ومن ثمّ يشعر بحرص أجهزة الدولة على تقديم الخدمة بكل سهولة ويسر، وينهى الإحساس بالكآبة لدى المواطن طالب الخدمة ببعض المواقع الخدمية والقضاء على الروتين المتوارث فى أثناء أدائها.

- إن تقديم الخدمة للمواطن على مستوى دول العالم المتقدم وبعض الدول العربية، أصبح يقاس بالدقيقة واختصار التوقيت الزمنى المحدد لقضاء أى طلب.

ـ أصبح هناك فاصل زمنى كبير بين تقديم الخدمة فى بعض الأجهزة الخدمية بمصر، ومثيلتها فى الدول الأخرى نتيجة الروتين المتوارث وطبيعة بعض الأشخاص مقدمي الخدمة، وهو الأمر الذى لن تكون له جدوى إذا لم تتم الاستعانة بالخبرة الأجنبية.

- إن الاستعانة بالخبرة الأجنبية لا تتعارض مع الوطنية، ودليل ذلك استعانة انجلترا بخبرة الدكتور مجدى يعقوب، وأمريكا بأحمد زويل وفاروق الباز والكثيرين من علماء مصر فى كل دول العالم المتقدم فى شتى المجالات.

ـ إن الأجهزة الطبية فى المواقع الصحية، وغرف العمليات وأجهزة المراقبة بالمطارات والموانىء ووسائل المواصلات من سيارات وأتوبيسات وطائرات وسفن وأجهزة التليفزيون وغيرها، مستوردة، فهل يتعارض ذلك مع الوطنية.. إن الوطنية معناها مراعاة مصلحة المواطن فى كل المواقع الخدمية بغض النظر عن مؤدى الخدمة، والخبرة هى العامل الحاسم فى ذلك.

مصطفى أحمد عثمان