رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الترع والطاقة الشمسية

بريد;

قرأت رسالتى أ. نبيل محمد صالح، ود. محمد الهان محمود حسين هيكل فى بريد الأهرام عن الاستفادة من مشروع تبطين الترع، وتغطية أجزاء منها فى مشروعات تدر أرباحا عظيمة، وتعطى عائدا يسدد جزءا من تكاليف ما صرف فى مشروع التبطين، عوضاً عن فرض الضرائب، وأؤيدهما تماما، وأضيف إلى ما تفضلا به من مقترحات مقترحا آخر، فبعد أن انتشرت صور استحمام الأطفال فى الترع المبطنة حديثا، وصور إلقاء المخلفات والقمامة فى البعض الآخر منها، تأتى الفكرة التالية فى التوقيت المناسب، وهى بكل بساطة تغطية الترع المبطنة بألواح توليد الطاقة الشمسية، ولن تؤثر على تربية الأسماك فى هذه الترع، وسيكون لها العديد من الفوائد الأخرى، وقد تساعد هذه الفكرة فى منع تبخر المياه، وفى تشغيل طلمبات مساقى الرى المطور باستخدام الطاقة الشمسية بدلا من الكهرباء، فى جميع أراضى الوادى والدلتا والمناطق الزراعية الصحراوية وذلك فى إطار حرص الحكومة على توفير مصادر طاقة متجددة مستدامة لإدارة منظومة الرى فى مصر، وتقديم تكنولوجيا الطاقة المتجددة للمزارعين كأحد البدائل المستدامة للتغلب على مشكلة الطاقة، وتقليل تكلفة تشغيل طلمبات الرى وتقليل استهلاك الكهرباء من الشبكة العمومية، وكذلك الاستغناء عن الديزل فى تشغيل الطلمبات، وتفادى مشكلات التأخر فى توصيل التيار الكهربائي.

لقد نجح هذا النموذج فى تغطية الترع بالهند من قبل، ومنذ نحو عامين افتتح وزير الموارد المائية والرى بالفعل المشروع الإرشادى لاستخدام الطاقة الشمسية فى الرى السطحى بنطاق محافظة البحيرة، وهو يعد المشروع الأول من نوعه فى مصر الذى يتم فيه تركيب الخلايا الشمسية اللازمة لتشغيل الطلمبات فوق مجرى الترعة المغذية، كأحد الحلول للتغلب على مشكلة تركيب الخلايا فوق الأراضى الزراعية، والتى ينتج عنها هدر فى هذه الأراضى، بالإضافة لكون هذا النمط فى تركيب الخلايا الشمسية فعالا فى تقليل فواقد المياه من الترع عن طريق البخر، وتم تنفيذه بالتنسيق بين وزارة الموارد المائية والرى ممثلة فى قطاع تطوير الرى وبتمويل من الحكومة الإيطالية، وتحت إشراف منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة.

ومن حسن الطالع إن لدينا التكنولوجيا المحلية اللازمة لتنفيذ هذا المشروع، فقد صمم باحثون مصريون نموذجا أوليا لقناة مغطاة بعوامات بلاستيكية مجهزة بألواح شمسية بهدف خفض مستويات البخر والحفاظ على المياه، لاستخدامها فى تعزيز قطاع الزراعة أو إنتاج الطاقة، من خلال تغطية أجزاء من المجارى المائية بعوامات بلاستيكية مزودة بألواح شمسية، ومن الممكن توفير ملايين الأمتار المكعبة من الموارد الثمينة كل عام. وقدرت الباحثة الرئيسية فى هذا المشروع الدكتورة شيرين البرادعى أنه فى ظل هذا النموذج، سيتم توفير 4.5 مليون متر مكعب من المياه سنوياً نتيجة لتغطية نصف قناة الشيخ زايد الرئيسية التى يبلغ طولها 50 كيلومترا فى توشكى، كما يمكن توليد ما بين 500 إلى 1000 كيلو وات من الطاقة المتجددة سنويا.

وأعتقد أن الصورة حاليا قد اكتملت للاستفادة من مشروع تبطين الترع على أكمل وجه، ومن الممكن وضع تصور لخطة متكاملة لتعظيم الاستفادة من كل الخبرات المتاحة للنهوض بالزراعة، وتخطى العديد من الأزمات المقبلة نتيجة لتغير المناخ، ومشكلة شح المياه.

د. طارق قابيل

كلية العلوم ـ جامعة القاهرة

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق