عَلَى مَدَى عقودٍ مضتْ، كان مَنْ يسيرُ أو يَمُرُّ بأحد شوارع مناطق: العجيزي، وسيجر، وعلى أغا، والسلخانة، وقحافة بمدينة طنطا، يجد معاناة كبيرة بسبب الشوارع غير الممهدة، المظلمة ليلا، الغارقة فى مياه الصرف الصحي، المكتظة بالقمامة ذات الرائحة الكريهة. وكذلك كانت الحال فى مناطق: التوبة، والخبي، وأبو القاسم، وسكة طنطا، وعزبة خضر بمدينة المحلة الكبري.. لكنَّ الأمور تبدَّلتْ وتغيَّرتْ، فقد شهدت هذه المناطق تحوُّلات ملحوظًة، نقلتها بل نقلت سكانها من حال إلى حال، من «العشوائية» - بما تحمله هذه الكلمة من صورة ذهنية سلبية – إلي «الآدمية» التى يستحقها سكان هذه المناطق، فى عهد جديد لم تعرفه من قبل، وتحت ظل قيادة تؤمن بأن المصريين يستحقون «حياة كريمة»، حتى إن الدكتور أحمد عطا، نائب محافظ الغربية، المشرف على مشروع تطوير المناطق العشوائية بالمحافظة، يرفض وصف هذه المناطق بـ»العشوائية» (احترامًا لآدمية ساكنيها)، وإنما يصفها بـ «المناطق غير المُخطَّطة». ومن هنا كانت البداية التى انطلق منها «الدكتور عطا» فى تنفيذ خطة الدولة المصرية الخاصة بتطوير «العشوائيات» بمحافظة الغربية، التى بدأت بـ ٧ مناطق فى مدينتي: طنطا والمحلة، بتكلفة إجمالية ٤١١ مليون جنيه، بالتعاون مع صندوق تطوير العشوائيات التابع لمجلس الوزراء، وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية. فكيف كانت حال العشوائيات فى مدينتيْ طنطا والمحلة، وإلى أى شئ آلَت حالُها الآن؟
يقول الحاج محمد عبد المقصود ٦٤ سنة يقيم فى منطقة العجيزى بطنطا : كنا نعيش حياة غير آدمية، ولم نرَ مسئولاً طوال سنوات عديدة اهتمَّ بمعيشتنا وحياتنا وسط «المجاري» الطافحة فى كل مكان، والشوارع ترابية ومليئة بالحفر ومعظمها تحول إلى بِرِك ومستنقعات سواء فى الصيف أو الشتاء، إما بسبب طفح المجاري، أو مياه الأمطار التى تحوِّل تراب شوارعنا إلى «رُوبَة» وطين، مما يضطرنا إلى السير أحيانًا «حافين» بالإضافة إلى الحارات والأزقة الضيقة التى تمنع وصول أى سيارة إسعاف أو مطافيء إلى داخل المنطقة، وغيرها من الأمور التى ساعدت فى «تأجيج» مشاعر الناس فى العشوائيات ضد الدولة ومسئوليها. ويضيف «عبد المقصود»: وأخيرًا فوجئنا بأن المسئولين الذين كنا نسمع عنهم، أو نراهم فى التليفزيون – جاءوا إلينا، واستمعوا لشكاوانا، ورأوا بأعينهم قسوة الحياة علينا وشدة معاناتنا فى هذه المناطق العشوائية.. ثم وجدنا العمال والآلات والمعدات تملأ شوارعنا..
تجولنا فى الشوارع فوجدنا أحد الشوارع يتم فيه الحفر للصرف الصحي، وفى الشارع الآخر يتم تغيير مواسير مياه الشرب «اللى انسدت من الصدا» بمواسير جديدة، وهناك فى الشوارع الأخرى يتم إدخال الغاز الطبيعى للمنازل، ثم نرى العمال وهم يقومون بدهان واجهاتها بلون واحد، وكان لسان الحال يقول إنه آنَ الأوان لهذه الشوارع التى عانت كثيرًا وطويلاً من التراب والحُفَر، أن «تنضف»، فنرى المسئولين يقفون ويتابعون أعمال رصفها لتصبح «زى الشوارع اللى كنا بنمشى فيها وكنا بنحلم بأن تكون شوارع منطقتنا مثلها»!! ويؤكد الحاج محمد «أننا لم نشعر بآدميتنا فى هذه المناطق التى كانت منسية، إلا فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذى أحسَّ بنا، ورأى بعينه معاناتنا، وقرر أن بعيد لنا آدميتنا المفقودة، حتى تكون مصر لكل المصريين.
أما «أم وليد٤٧ سنة ربة منزل، وتقيم بمنطقة السلخانة بطنطا فتؤكد أن ما تم من أعمال فى «المنطقة»، لم نكن نحلم به .. وفجأة تطلق زغرودة – هى وجارتها أم كريم – ويعلو صوتهما: «ربنا يخلِّى لنا الريِّس اللى حس بينا، وخلانا بنى آدمين».. «بقى عندنا ميه وصرف وغاز طبيعى وشوارع نضيفة».
وما رأيناه من أعمال، وما سمعناه من فرحة الأهالى بما تقوم به الدولة فى منطقتيْ: العجيزي، والسلخانة بمدينة طنطا، هو هو ما حدث فى مناطق: سيجر، وعلى أغا، وقحافة بطنطا أيضًا، وكذلك هى هى الأعمال نفسها التى تتم فى مناطق أخرى بمدينة المحلة الكبري، كما فى منطقة «التوبة» خلف مسجد المحجوب، ومنطقة «أبو القاسم» بحى أول المحلة، وعزبة خضر بحى ثان المحلة . يؤكد الدكتور طارق رحمي، محافظ الغربية، أن 30 يونيو تمثل ثورة إنجازات وطنية لا تتوقف، حيث شهدت المحافظة خلال الفترة الأخيرة إنجازات كبيرة فى كل مجالات البنية التحتية، وتطوير العشوائيات، ومياه الشرب والصرف الصحي، والصحة، والتعليم، والتعليم العالي، والموارد المائية، والشباب والرياضة، والكهرباء، والطرق والكباري، مضيفًا أن المشروعات التى تتم على أرض محافظة الغربية تؤكد حرص الدولة على توفير حياة كريمة للمواطنين فى شتى القطاعات الخدمية. أما الدكتور أحمد عطا، نائب محافظ الغربية، المشرف على خطة تطوير العشوائيات، وأعمال الرصف على مستوى المحافظة، فيؤكد أن «الغربية» تقوم بتنفيذ أكبر خطة رصف فى تاريخها، حيث يتم رصف 550 شارعًا وطريقًا بتكلفة 1٫2 مليار جنيه، من خلال 4 خطط هي: الخطة الإضافية، والخطة الاستثمارية، ورد الشيء لأصله، وتطوير العشوائيات، ويقول: «ما تم من أعمال رصف يمثل قصة نجاح». ويضيف أنه تم الانتهاء من 54 شارعًا وطريقًا وحارة وزقاقًا بحى أول طنطا، و134 شارعًا وطريقًا وحارة وزقاقًا بحى ثان طنطا، و6 شوارع وطرق بمركز طنطا، بإجمالى 194 شارعًا وطريقًا وحارة وزقاقًا، وجارٍ العمل فى 120 شارعًا وطريقًا وحارة وزقاقًا بمركز ومدينة طنطا بالكامل، تنتهى كلها قبل 30/6/2021.
رابط دائم: