الصور المهينة التي نشرتها الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي لآلاف من أسري الحرب من الجيش الإثيوبي تكشف مدي كذب وخداع رئيس الوزراء آبي أحمد للرأي العام الدولي ولأبناء شعبه !
فقد سبق للرجل أن أعلن للعالم أنه حقق نصراً ساحقاً ماحقاً علي قوات الجبهة الشعبية وأن الأمور كلها تحت سيطرته بعد أن تمكنت قواته من دحر المتمردين ودخول العاصمة ميكيلي .. وطالب الولايات المتحدة والدول الأوروبية بعدم التدخل في الأمر باعتباره من الشئون الداخلية للدول !
بيد أننا حذرنا في هذا المكان منذ بضعة شهور وبالتحديد في شهر ديسمبر الماضي من أن الانتصار العسكري لآبي أحمد لن يحقق لبلاده الأمن والاستقرار .. وقلنا بالحرف الواحد في مقال تحت عنوان (انتصارات آبي أحمد الوهمية) إن وعورة الإقليم ,وحرب العصابات التي قد تشنها قوات الجبهة الشعبية ,وإعلان قادة الجبهة عدم الاستسلام ومواصلة القتال سيجعل نزاع تيجراي حلقة في سلسلة إخفاقات الرجل الحائز علي جائزة نوبل للسلام !
لقد نفي آبي أحمد التقارير التي تتحدث عن هزيمة جنوده في تيجراي ووصفها بأنها كاذبة ,وزعم أن انسحابه من الإقليم جاء لأسباب إنسانية .. ولكن العرض المذل لصفوف آلاف الأسري من قواته في شوارع تيجراي وهم يحنون رؤوسهم بينما يحمل المصابون علي ناقلات ويسير آخرون بضمادات ملطخة بالدماء ,في الوقت الذي احتشد فيه الآلاف من شعب تيجراي للاحتفال بالجبهة الشعبية التي هزمت واحدا من أقوي الجيوش في إفريقيا .. كشف للعالم مدي كذبه وخداعه وتزييفه للحقائق
والسؤال هو: هل يستفيد رئيس الوزراء الإثيوبي من درس تيجراي ,ويعود إلي رشده، ويعدل من سياساته، ويكف عن كذبه، خاصة بعد أن حذر مجلس الأمن من احتمال وقوع مزيد من الاشتباكات ووقوف نحو مليوني نسمة علي حافة المجاعة ؟! وهل ينعكس ذلك علي تعنته وعناده في أزمة سد النهضة؟! أم يستمر في صلفه وخداعه لشعبه وللعالم بأمور غير واقعية ؟!
أعتقد أن الديكتاتوريين لا يتعلمون ولا يتعظون !
[email protected]
لمزيد من مقالات مسعود الحناوى رابط دائم: